التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ
٦
تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ
٧
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ
٨
أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ
٩
يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ
١٠
أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً
١١
قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ
١٢
فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ
١٣
فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ
١٤
-النازعات

تفسير القرآن

ويدل عليه قوله: { يوم ترجف الراجفة } أي: تقع الواقعة التي ترجف لها أرض الجسد وجبال الأعضاء وهي النفخة الأولى أو وقت زهوق الروح { تتبعها الرادفة } أي: النفخة الثانية وهي الإحياء بالبعث.
{ قلوب يومئذ } أي: وقت وقوع الرجفة في حال النزع { واجفة } مضطربة { أبصارها خاشعة } ذليلة { يقولون } المحجوبون المنكرون البعث على سبيل الإنكار { أئنا لمردودون } في الطريقة الأولى من الحياة بعد صيرورتنا عظاماً بالية فنحن إذاً خاسرون إن صح ذلك { فإنما هي } أي: الرادفة التي هي الرجفة إلى الحياة بالبعث { زجرة } أي: صيحة { واحدة } هي تأثير الروح الإسرافيلي في تعلق هذه الروح المفارقة بالمادة القابلة لها دفعة فتحيا وذلك يوم القيامة الصغرى.
{ فإذا هم } أي: فاجؤوا الحصول { بالساهرة } وقت هذه النفخة أي: النفخ والكون بالساهرة في آن واحد، والساهرة أرض بيضاء مستوية أي: عالم الروح الإنساني المفارق الغير الكامل، فإنها أرض بالنسبة إلى اسماء عالم القدس الذي هو مأوى الكمل، سميت بالساهرة لنوريتها وبساطتها أو الروح الحيواني لاتصال الأرواح الإنسية الناقصة بها عند البعث فتلبثها بها ضرورة انجاذبها إلى المادة ويمكن أن يكون إشارة إلى المحل الذي تتصل به الروح عند البعث لبياضه واستواء أجزائه.