التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً
١
وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً
٢
وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً
٣
فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً
٤
فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً
٥
-النازعات

تفسير القرآن

أقسم بالنفوس المشتقاة التي غلب عليها النزوع إلى جناب الحق، غريقة في بحر الشوق والمحبة التي تنشط من مقرّ النفس وأسر الطبيعة أي: تخرج من قيود صفاتها وعلائق البدن كقوله: ثور ناشط إذا خرج من بلد إلى بلد، أو من قولهم: نشط من عقاله. والتي تسبح في بحار الصفات فتسبق إلى عين الذات ومقام الفناء في الوحدة فتدبر بالرجوع إلى الكثرة أمر الدعوة إلى الحق والهداية وأمر النظام في مقام التفصيل بعد الجمع، وبالكواكب السيارة التي تنزع من المشرق إلى المغرب مفرقة في سيرها إلى أقصى المغرب وتخرج من برج إلى برج وتسبح في أفلاكها فيسبق بعضها بعضاً في السير وتدبر أمر العالم فيما نيط بها وبسيرها، أو بالملائكة من النفوس الفلكية التي تنزع الأرواح البشرية من الأجساد إغراقاً في النزع من أقاصي البدن، أنامله وأظفاره، والتي تخرجها من الأبدان من قولهم: نشط الدلو من البئر، إذا أخرجها. والتي تسبح في جريها فيما أمرت به فتسبق إليه فتدبر المأمور به على الوجه الذي أمر به. والمقسم عليه محذوف كما ذكر غير مرة أي: لتبعثنّ.