التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
٢٤
وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٢٥
-الأنفال

تفسير القرآن

{ يا أيها الذين آمنوا } بالغيب { اسْتَجِيبوا } بالتزكية والتصفية { إذا دعاكم لما } يحيي قلوبكم من العلم الحقيقي أو آمنوا الإيمان التحقيقي، استجيبوا بالسلوك إلى الله وفيه إذا دعاكم إليه لإحيائكم به. هذا إذا كانت استجابة الله والرسول استجابة واحدة، أما إذا كانت متغايرة فمعناه: استجيبوا لله بالباطن والأعمال القلبية، وللرسول بالظاهر والأعمال النفسية، أو استجيبوا لله بالفناء في الجمع، وللرسول بمراعاة حقوق التفصيل إذا دعاكم إلى الاستقامة لما يحييكم من البقاء بالله فيها، كل ذلك قبل زوال الاستعداد فإن الله يحول بين المرء وقلبه بزوال الاستعداد وحصول الحجاب بارتكاب الرين، فانتهزوا الفرصة ولا تؤخروا الاستجابة { وأنه إليه تُحْشرون } فيجازيكم من صفاته وذاته على حسب محوكم وفنائكم.
{ واتّقوا فتنة } شركاً وحجاباً { لا تصيبنّ } تلك الفتنة { الذين ظلموا منكم } بإزالة الاستعداد أو نقصه لاستعماله في غير موضعه وصرفه فيما دون الحق { خاصة } لانفرادهم بالظلم. ومعنى لا تصيبن النهي، أي: إن تصب تصبهم خاصة، كقوله تعالى:
{ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } [الأنعام، الآية: 164]، ويجوز أن يكون المعنى: لا تصيبنهم خاصة، بل تشملهم وغيرهم بشؤم صحبتهم وتعدي رذيلتهم إلى من يخالطهم كقوله تعالى: { { ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ } [الروم، الآية: 41]، { واعلموا أنّ الله شديد العقاب } بتسليط الهيآت الظلمانية التي اكتسبتها القلوب عليها وحجبها عنه وتعذيبها بها.