{ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأنّ لله خُمْسه } إلى قوله: { والله شديد العقاب } لا يقبل التأويل بحسب ما ورد فيه من (الواقعة) وإن شئت تطبيقه على تفاصيل وجودك أمكن أن نقول: واعلموا أيها القوى الروحانية أنما غَنمتم من العلوم النافعة والشائع المبنيّ عليها الإسلام في قوله: بُنِي الإسلام على خمس، فإن لله خمسه، وهو شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، باعتبار التوحيد الجمعي ولرسول القلب { ولذي القُرْبى } الذي هو السر، ويتامى العاقلة النظرية والعملية، والقوّة الكفرية، ومساكين القوى النفسانية { وابْن السبيل } الذي هو النفس السالكة الداخلة في الغربة الجائبة منازل السلوك، النابية عن مقرها الأصلي باعتبار التوحيد التفصيلي في العالم النبوي. والأخماس الأربعة الباقية تقسم على الجوارح والأركان والقوى الطبيعية { إن كنتم آمنتم } الإيمان الحقيقي { بالله } جمعاً، { وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان } وقت التفرقة بعد الجمع تفصيلاً { يوم التقى الجمعان } من فريقي القوى الروحانية والنفسانية عند الرجوع إلى مشاهدة التفصيل في الجمع.
{ إذ أنتم بالعدوة الدنيا } من مدينة العلم ومحل العقل الفرقاني { وهم بالعدوة القصوى } أي: الجهة السفلية البعيدة من الحق ومحل العلم وركب القوى الطبيعية الممتازة للقوى النفسانية { أسفل منكم } أي: من الفريقين { ولو تواعدتم } اللقاء للمحاربة من طريق العقل والحكمة دون طريق الرياضة والوحدة { لاختلفتم في الميعاد } لكون ذلك صعباً حينئذ، موجباً للفشل والجبن { ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً } مقدّراً، محققاً عنده، واجباً وقوعه فعل ذلك { ليهلك من هلك عن بيّنة } هي كونها ملازمة للبدن الواجب الفناء منطبعة فيه { ويحيا من حيّ عن بيّنة } هي كونها مجرّدة عنه متصلة بعالم القدس الذي هو معدن الحياة الحقيقية الدائم البقاء.