التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ
٥٠
ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلْعَبِيدِ
٥١
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٥٢
-الأنفال

تفسير القرآن

{ ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة } مرّ توفي الملائكة وأنه لا يكون إلا لمن هو في مقام النفس، فإن كان من العصاة ومن غلب عليه صفات النفس من الغضب والحقد والشهوة والحرص وأمثال ذلك من رذائل الأخلاق توفتهم ملائكة القهر والعذاب مما يناسب هيئات نفوسهم { يضربون وجوههم } لاحتجابهم عن عالم الأنوار وإعراضهم عنها، ولهيئات الكِبر والعجب والنخوة فيها { وأدْبَارهم } لميلهم وشدّة انجذابهم إلى البدن و عالم الطبيعة ولهيئات الشهوة والحرص والشره { وذوقوا عذاب الحريق } أي: حريق الحرمان واستيلاء نيران التعب والطلب مع الفقدان لاكتسابهم تلك الهيئات الموجبة لذلك وإن كان من أهل الطاعة ومن غلبت عليه أنوار صفات القلب من الرأفة والرحمة والسلامة والقناعة وأمثال ذلك من فضائل القوّتين السبعية والبهيمية دون فضيلة القوة النطقية فإنه حينئذ يكون صاحب قلب ليس في مقام النفس توفتهم ملائكة الرحمة { { طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [النحل، الآية: 32] لمناسبة هيئات نفوسهم تلك الروحانيات من العالم.