التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ
٢٣
وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ
٢٤
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ
٢٥
فَأيْنَ تَذْهَبُونَ
٢٦
إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
٢٧
لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ
٢٨
وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٢٩
-التكوير

تفسير القرآن

{ ولقد رآه بالأفق المبين } أي: نهاية طور القلب الذي يلي الروح وهو مكان إلقاء النافث القدسي { وما هو على الغيب بضنين } أي: ما هو بمتهم على ما يخبر به من الغيب لامتناع استيلاء شيطان الوهم وجنّ التخيل عليه فيخلط كلامه ويمتزج المعنى القدسي بالوهمي والخيالي لأن عقله ما ستر بل صفى عن شوب الوهم { وما هو } من إلقاء شيطان الوهم المرجوم بنور الروح فيكون كله وهميّاً لما ذكر.
{ فأين تذهبون } أي: بعد هذا الكلام من إلقاء الوهم ومزجه وصاحبه من الجنة بما لا يخفى على أحد، فمن سلك هذه الطرق ونسبه إلى أحد الأمور الثلاثة فقد بعد عن الصواب بما لا يضبط ولا تقرب إليه بوجه، كمن سلك طريقاً يبعده عن سمت مقصده فيقال: أين تذهب.
{ لمن شاء منكم } من جملة العالمين الاستقامة في طريق السلوك، والصراط المستقيم هو الطريق الذي عليه الحق لقوله: { إنّ ربي على صراط مستقيم }، فما يشاء أحد سلوكها إلا بمشيئة الله فإن طريقه لا يسلك إلا بإرادته، والله تعالى أعلم.