التفاسير

< >
عرض

فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ
١٦
وَٱللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ
١٧
وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ
١٨
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ
١٩
فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
٢٠
وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ ٱلْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ
٢١
بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ
٢٢
وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ
٢٣
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
٢٤
إِلاَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ
٢٥
-الانشقاق

تفسير القرآن

{ فلا أقسم بالشفق } أي: النورية الباقية من الفطرة الإنسانية بعد غروبها واحتجابها في أفق البدن الممزوجة بظلمة النفس عظمها بالإقسام بها لإمكان كسب الكمال والترقي في الدرجات بها.
{ والليل } أي: وليل ظلمة البدن { وما } جمعه من القوى والآلا والاستعدادات التي يمكن بها اكتساب العلوم والفضائل والترقي في المقامات ونيل المواهب والكمالات.
{ والقمر } أي: قمر القلب الصافي عن خسوف النفس { إذا اتسق } أي: اجتمع وتمّ نوره وصار كاملاً.
{ لتركبن طبقاً عن طبق } أي: مراتب مجاوزة عن مراتب وطبقات وأطوار مرتبة بالموت وما بعده من مواطن البعث والنشور { فما لهم لا يؤمنون } بها.
{ وإذا قرىء عليهم القرآن } بتذكير هذه الأطوار والمراتب لا يخضعون ولا ينقادون { بل } المحجبون عن الحق محجوبون بالضرورة عن الدين.
{ والله أعلم بما يوعون } في وعاء أنفسهم وبواطنهم من الاعتقادات الفاسدة والهيئات الفاسقة.
{ فبشرهم بعذاب أليم } من نيران الآثار وحرمان الأنوار مؤلم غاية الإيلام لكن { الذين آمنوا } الإيمان العلمي بتصفية قلوبهم عن كدر صفات النفس وتزكيتها { وعملوا الصالحات } باكتساب الفضائل { لهم أجر } ثواب الآثار والصفات في جنة النفس والقلب غير مقطوع لبراءته عن الكون والفساد وتجرّده عن المواد والله سبحانه وتعالى أعلم.