{ فلا أقسم بالشفق } أي: النورية الباقية من الفطرة الإنسانية بعد غروبها واحتجابها في أفق البدن الممزوجة بظلمة النفس عظمها بالإقسام بها لإمكان كسب الكمال والترقي في الدرجات بها.
{ والليل } أي: وليل ظلمة البدن { وما } جمعه من القوى والآلا والاستعدادات التي يمكن بها اكتساب العلوم والفضائل والترقي في المقامات ونيل المواهب والكمالات.
{ والقمر } أي: قمر القلب الصافي عن خسوف النفس { إذا اتسق } أي: اجتمع وتمّ نوره وصار كاملاً.
{ لتركبن طبقاً عن طبق } أي: مراتب مجاوزة عن مراتب وطبقات وأطوار مرتبة بالموت وما بعده من مواطن البعث والنشور { فما لهم لا يؤمنون } بها.
{ وإذا قرىء عليهم القرآن } بتذكير هذه الأطوار والمراتب لا يخضعون ولا ينقادون { بل } المحجبون عن الحق محجوبون بالضرورة عن الدين.
{ والله أعلم بما يوعون } في وعاء أنفسهم وبواطنهم من الاعتقادات الفاسدة والهيئات الفاسقة.
{ فبشرهم بعذاب أليم } من نيران الآثار وحرمان الأنوار مؤلم غاية الإيلام لكن { الذين آمنوا } الإيمان العلمي بتصفية قلوبهم عن كدر صفات النفس وتزكيتها { وعملوا الصالحات } باكتساب الفضائل { لهم أجر } ثواب الآثار والصفات في جنة النفس والقلب غير مقطوع لبراءته عن الكون والفساد وتجرّده عن المواد والله سبحانه وتعالى أعلم.