التفاسير

< >
عرض

إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ
١
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
٢
وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ
٣
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ
٤
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
٥
يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ
٦
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ
٧
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً
٨
وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
٩
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ
١٠
فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً
١١
وَيَصْلَىٰ سَعِيراً
١٢
إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً
١٣
إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
١٤
بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً
١٥
-الانشقاق

تفسير القرآن

{ إذا السماء انشقت } كقوله: انفطرت { وأذنت لربّها } أي: انقادت لأمره بانفراجها عن الروح الإنساني انقياد السامع المطيع لآمره المطاع { وحقّت } أي: حقّ لها ووجب أن تنقاد لأمر القادر المطلق ولا تمتنع وهي حقيقة بذلك.
{ وإذا } أرض البدن { مدّت } وبسطت بنزع الروح عنها { وألقت ما فيها } من الروح والقوى { وتخلّت } تكلفت في الخلو عن كل ما فيها من الآثار والأعراض كالحياة والمزاج والتركيب والشكل بتبعية خلوها عن الروح.
{ إنك كادح إلى ربّك } ساعٍ مجتهد في الذهاب إليه بالموت، أي: تسير مع أنفاسك سريعاً كما قيل: أنفاسك خطاك إلى أجلك، أو مجتهد مجد في العمل خيراً أو شرّاً ذاهباً إلى ربّك { فملاقيه } ضررة، والضمير إمّا للربّ وإما للكدح.
{ فأما من أوتي كتابه بيمينه } بأن جعل من أصحاب اليمين في الصورة الإنسانية آخذاً كتاب نفسه أو بدنه بيمين عقله، قارئاً ما فيه من معاني العقل القرآني { فسوف يحاسب حساباً يسيراً } بأن تمحى سيئاته ويعفى عنه ويثاب بحسناته دفعة واحدة لبقاء فطرته على صفائها ونوريتها الأصلية { وينقلب إلى أهله } ممن يجانسة ويقارنه من أصحاب اليمين مسروراً فرحاً بصحتهم ومرافقتهم وبما أوتي من حظوظه.
{ وأما من أوتي كتابه وراء ظهره } أي: جهته التي تلي الظلمة من الروح الحيوانية بالجسد، فإن وجه الإنسان جهته التي إلى الحق وخلفه جهته التي إلى البدن الظلماني بأن ردّ إلى الظمات في صور الحيوانات.
{ فسوف يدعو ثبوراً } لكونه في ورطة هلاك الروح وعذاب البدن { ويصلى سعيراً } أي: سعير نار الآثار في مهاوي الطبيعة.
{ إنه كان في أهله مسروراً } أي: ذلك لأنه كان بطراً في أهله بالنعم محتجباً بها عن المنعم، ظانّاً أنه لن رجع إلى ربّه أو إلى الحياة بالبعث لاعتقاده أنه يحيا ويموت ولا يهلكه إلا الدهر.
{ بلى } ليحورنّ { إنّ ربّه كان به بصيراً } فيجازيه على حسب حاله.