التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ
١
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ
٢
ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ
٣
إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ
٤
فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ
٥
خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ
٦
يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ
٧
إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ
٨
يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ
٩
فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ
١٠
وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ
١١
وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ
١٢
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ
١٣
وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ
١٤
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً
١٥
وَأَكِيدُ كَيْداً
١٦
فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً
١٧
-الطارق

تفسير القرآن

{ والسماء والطارق } أي: والروح الإنساني والعقل الذي يظهر في ظلمة النفس وهو النجم الذي يثقب ظلمتها وينفذ فيها فيبصر بنوره ويهتدي به كما قال: { وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } [النحل، الآية:16].
{ إن كل نفس لما عليها حافظ } مهيمن رقيب يحفظها وهو الله تعالى، إن أريد بالنفس الجملة وإن أريد بها النفس المصطلح عليها من القوة الحيوانية فحافظها الروح الإنساني { إنه } أي: إنّ الله على رجع الإنسان في النشأة الثانية لقادر كما قدر على إبدائه في النشأة الأولى.
{ يوم تُبْلى السرائر } تظهر وتعرف خفيات الضمائر بالمفارقة عن الأبدان وجعل الباطن ظاهراً { فما له من قوة } في نفسه يمتنع بها على قدرته { ولا ناصر } يمنعه وينصره على الامتناع.
{ والسماء ذات الرجع } أي: والروح ذات الرجع في النشأة الثانية { والأرض } أي: والبدن { ذات الصدع } بالانشقاق عن الروح وقت زهوقه أو الشقّ وقت اتصاله به.
{ إنّه } أي: القرآن { لقول فصل } فارق بين الحق والباطل بين أي عقل فرقاني ظهر بعدما كان قرآنياً { وما هو بالهزل } بالكلام الذي ليس له أصل في الفطرة ولا معنى في القلب والله القادر، والله أعلم.