التفاسير

< >
عرض

سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ
١
ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ
٢
وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ
٣
وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ
٤
فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ
٥
-الأعلى

تفسير القرآن

{ سبِّح اسم ربّك الأعلى } اسمه الأعلى والأعظم هو الذات مع جميع الصفات، أي: نزّه ذاتك بالتجرّد عما سوى الحق وقطع النظر عن الغير ليظهر عليها الكمالات الحقانية بأسرها، وهو تسبيحه الخاص به في مقام الفناء لأن الاستعداد التام القابل لجميع الصفات الإلهية لم يكن إلا له، فذاته هو الاسم الأعلى عند بلوغ كماله ولكل شيء تسبيح خاص يسبح به اسماً خاصاً من أسماء ربّه.
{ الذي خلق } أنشأ ظاهرك { فسوّى } أي: عدل بنيتك على وجه قبلت بمزاجه الخاص الروح الأتم المستعدّ لجميع الكمالات.
{ والذي قدّر } فيك الكمال النوعي التام { فهدى } إلى إبرازه وإظهاره وإخراجه إلى الفعل بالتزكية والتصفية.
{ والذي أخرج المرعى } أي: زينة الحياة الدنيا ومنافعها ومآكلها ومشاربها فإنها مرعى النفس الحيوانية ومرتع بهائم القوى.
{ فجعله غثاء أحوى } أي: سريع الفناء وشيك الزوال كالهشيم والحطام البالي المسودّ فلا تلتفت إليه ولا تشتغل به فيمنعك عن تسبيحك الخاص من تنزيه ذاتك وتجريدها فتحتجب به عن كمالك المقدّر فيك ولا تعد عيناك عنه إليه، فإنه الفاني وذلك هو الباقي أبداً لا يزال.