التفاسير

< >
عرض

وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا
١
وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا
٢
وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا
٣
وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا
٤
وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا
٥
وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا
٦
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا
٧
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
٨
-الشمس

تفسير القرآن

{ والشمس } أقسم بشمس الروح وضوئها المنتشرة في البدن الساطع على النفس.
{ والقمر } أي: قمر القلب إذا تلى الروح في التنوّر بها وإقباله نحوها واستضاءته بنورها ولم يتبع النفس فينخسف بظلمتها.
{ والنهار } ونهار استيلاء نور الروح وقيام سلطانها واستواء نورها { إذا جلاها } وأبرزها في غاية الظهور كالنهار عند الاستواء في تجلية الشمس.
{ والليل إذا يغشاها } أي: ليل ظلمة النفس إذا سترت الروح فإن وجود القلب الذي هو محل المعرفة وعرش الرحمن لا يكون إلا بامتزاج نور الروح وظلمة النفس كأنه موجود مركب منهما متولد من اجتماعهما ولولا ظلمة النفس لم تستبن المعاني في القلب، فلم تضبط كما في حيز الروح لغاية صفائها ونوريتها وإن كانت الثلاثة حقيقة واحدة تختلف أسماؤها بحسب اختلاف مراتبها.
{ والسماء } أي: الروح الحيوانية التي هي سماء هذا الوجود والقادر الذي بناها.
{ والأرض } أي: البدن والخالق الذي طحاها.
{ ونفس } أي: القوة الحيوانية المنطبعة في الروح الحيوانية المسماة باصطلاح أهل الشرع والتصوّف النفس مطلقاً أو الجملة أو النفس الناطقة والحكيم الذي { سوّاها } عدّلها بين جهتي الربوبية والسفالة لا في ظلمة الجسم وكثافته ولا في ضوء الروح ولطافته كما قال:
{ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ } [النور، الآية:35] على الأول، وعدّ مزاجها وتركيبها على الثاني، وأعدّها لقبول الكمال ووسطها بين العالمين على الثالث.
{ فألهمها فجورها وتقواها } أي: أفهمها إياهما وأشعرها بهما بالإلقاء الملكي والتمكين من معرفتهما وحسن التقوى وقبح الفجور بالعقل الهيولاني.