التفاسير

< >
عرض

وَٱلضُّحَىٰ
١
وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ
٢
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
٣
-الضحى

تفسير القرآن

أقسم بالنور والظلمة الصرفة القارة على حالها الذين هما أصل الوجود الإنساني وجماع الكونين على ان ربك ما تركك ترك مودّع في عالم النور وحضرة القدس مع بقاء المحبة والشوق في مقام الصفات محجوباً عن الذات، فإنّ المودع لا بدّ له من محبة وشوق { وما قلى } أي: وما قلاك في عالم الظلمة والوقوف مع الكون بلا محبة وشوق في مقام النفس محجوباً عن الربّ وصفاته وأفعاله ترك قالٍ مبغض وذلك أن المحبوب الذي يسبق كشفه اجتهاده إذا كوشف بالتوحيد الذاتي ورفع غطاؤه ليعشق ردّ إلى الحجاب وسدّ طريقه إلى حضرة تجلي الذات ليشتدّ شوقه ويلطف سرّه وتذوب أنائيته بنار الشوق ثم فتح طريقه ورفع حجابه بالكلية وكوشف بالحق الصرف ليكون ذوقه أتم وكشفه أكمل، وكان صلى الله عليه وسلم في هذا الاحتجاب يصعد الجبال ليرى بنفسه فإذا نفدت طاقته رفع الحجاب ونزل.