التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ
٧
-يونس

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الذين لا يرجون لقاءنا } المراد بلقائه تعالى اما الرجوع اليه بالبعث او لقاء الحساب كما في قوله { { انى ظننت انى ملاق حسابيه } وبعدم الرجاء عدم اعتقاد الوقوع المنتظم لعدم الامل وعدم الخوف فان عدمهما لا يستدعى عدم اعتقاد وقوع المأمول والمخوف اى لا يتوقعون الرجوع الينا او لقاء حسابنا المؤدى اما الى حسن الثواب او الى سوء العذاب فلا يأملون الاول واليه اشير بقوله { ورضوا بالحياة الدنيا } فانه منبئ عن ايثار الادنى الخسيس على الاعلى النفيس ولا يخافون الثانى واليه اشير بقوله { واطمأنوا بها } كما في الارشاد { ورضوا بالحياة الدنيا } من الآخرة وآثروا القليل الفاني على الكثير الباقي { واطمأنوا بها } وسكنوا اليها قاصرين هممهم على لذائذها وزخارفها او سكنوا فيها سكون من لايزعج عنها فبنوا شديدا واملوا بعيدا: يعنى [دردنيا ساكن كستند بر وجهى كه كوييا هركز ايشانرا ازآنجا رحلت نخواهدبودوند انستندكه لحظه بلحظة دست اجل طبل رحيل فروخوا هدكوفت]

آن كيست كه دل نهاد وفارغ بنشست بنداشت كه مهلتى وتأخيرى هست
كو خيمه مزن كه ميخ مى بايد كند كو رخت منه كه بار مى بايد بست

-روى- ان الله تعالى قال "عجبت من ثلاثة. ممن آمن بالنار ويعلم أنها وراءه كيف يضحك وممن اطمأنت نفسه بالدنيا وهو يعلم انه يفارقها كيف يسكن اليها. وممن هو غافل وليس بمغفول عنه كيف يلهو" ونزل النعمان بن المنذر تحت شجرة ليلهو فقال عدى ايها الملك أتدرى ما تقول هذه الشجرة ثم انشأ يقول

رب ركب قد اناخوا حولنا يمزجون الخمر بالماء الزلال
ثم اضحوا عصف الدهر بهم وكذاك الدهر حالا بعد حال

فتنغص على النعمان يومه كذا في ربيع الابرار { والذين هم عن آياتنا } عن آيات القرآن فيكون المراد الآيات التشريعية او عن دلائل الصنع فيكون المراد الآيات التكوينية { غافلون } لا يتفكرون فيها لانهماكهم فيما يضادها والعطف لتغاير الوصفين اى للجمع بين الوصفين المتغايرين الانهماك فى لذات الدنيا وزخارفها والذهول عن آيات الله ودلائل المعرفة او لتغاير الذاتين كما قل في التأويلات النجمية ان الذين لا يعتقدون السير الينا والوصول بنا لدناءة همتهم ورضوا بالتمتعات الدنيوية وركنوا الى مالها وجاهها وشهواتها والذين هم عن آياتنا غافلون وان لم يركنوا الى الدنيا وتمتعاتها وكانوا اصحاب الرياضات والمجاهدات من اهل الاديان والملل وهم البراهمة والفسلاسفة والاباحية لكن كانوا معرضين عن متابعة النبى صلى الله عليه وسلم او كانوا من اهل الاهواء والبدع