التفاسير

< >
عرض

وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ
١٠
-العاديات

روح البيان في تفسير القرآن

{ وحصل } اى جمع فى الصحف اى اظهر محصلا مجموعا واصل التحصيل اخراج المستور بآخر المغمور فيه واخذه منه كاخراج اللب من القشر واخراج الذهب من حجر المعدن والبر من التين والدهن من اللين ومن الدردى والجمع والاظهار من لوازمه ويجوزان ان يكون المعنى ميز خيره من شره ومنه قيل للمنخل المحصل اى آلة التحصيل وتمييز الدقيق من النخالة فانه لا بد من التمييز بين الواجب والمندوب والمباح والمكروه والمحظور فان لكل واحد حكما على حدة فتمييز البعض من البعض وتخصيص كل واحد منها بحكمه اللاحق هو التحصيل وفى القاموس التحصيل تمييز ما يحصل والحاصل من كل شئ ما بقى وثبت وذهب ما سواه { ما فى الصدور } من الاسرار الخفية التى من جملتها ما يخفيه المنافقون من الكفر والمعاصى فضلا عن الاعمال الجلية فتخصيص اعمال القلب لأنه لولا البواعث والارادات فى القلوب لما حصلت افعال الجوارح فالقلب اصل واعمال الجوارح تابعة له ولذا قال تعالى آثم قلبه وقال عليه السلام "يبعثون على نياتهم"