التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ
٢
-الهمزة

روح البيان في تفسير القرآن

{ الذى جمع مالا } بدل من كل كأنه قيل ويل للذى جمع مالا وانما وصفه الله بهذا الوصف المعنوى لأنه يجرى مجرى السبب للهمزة واللمزة من حيث انه اعجب بنفسه مما جمع من المال وظن أن كثرة المال سبب لعزا لمرء وفضله فلذا استنقص غيره وانما لم يجعل وصفا نحويا لكل لأنه نكرة لا يصح توصيفها بالموصولات وتنكير مالا للتفخيم والتكثير الموافق لقوله تعالى { وعدده } اى عده مرة بعد اخرى من غير ان يؤدى حق الله منه ويؤيده أنه من العد وهو الاحصاء لا من العدة انه قرئ وعدده بفك الادغام على أنه فعل ماض بمعنى احصاه وضبط عدده وقيل معنى عدده جعله عدة وذخيرة لنوآئب الدهر وكان للاخنس المذكور اربعة آلاف دينارا وعشرة آلاف ثم فى الجمع اشارة الى القوة الشهوانية وفى عدده الى الجهل لأن الذى جعل المال عدة للنوآئب لا يعلم أن نفس ذلك المال هو الذى يجر اليه النوآئب لا يعلم أن نفس ذلك هو الذى يجر اليه النوآئب لاقتضاء حكمة الله تفريقه بالنائبات فكيف يدفعها وفى التأويلات النجمية جمع مال الاخلاق الذميمة والاوصاف الرديئة وجعله عدة منازل الآخرة والدخول على الله.