التفاسير

< >
عرض

فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ
٥
-الفيل

روح البيان في تفسير القرآن

{ فجعلهم كعصف مأكول } كورق زرع وقع فيه الا كال وهو أن يأكله الدود وسمى ورق الزرع بالعصف لان شأنه ان يقطع فتعصفه الرياح اى تذهب به الى هنا وهنا شبههم به فى فنائهم وذهابهم بالكلية او من حيث انه حدثت فيهم بسبب رميهم منافذ وشقوق كالزرع الذى اكله الدود ويجوز أن يكون المعنى كورق زرع اكل حبه فبقى صفرا منه فيكون من حذف المضاف واقامة المضاف اليه مقامه اى كعصف مأكول الحب شبههم بزرع اكل حبه فى ذهاب ارواحهم وبقاء اجسادهم او كتبن اكلته الدواب وألقته روثا فيبس وتفرقت اجزاؤه شبه تقطع اوصالهم بتفرق اجزاء الروث وفيه تشويه لحالهم ومبالغة حسنة وهو أنه لم يكتف بجعلهم اهون شئ فى الزرع وهو التبن الذى لا يجدى طائلا حتى جعلهم رجيعا الا انه عبر عن الرجيع بالمأكول او اشير اليه بأول حاله على طريق الكناية مراعاة لحسن الأدب واستهجانا لذكر الروث كنى بالاكل فى قوله تعالى { كانا يأكلان الطعام } عما يلزم الا كل من التبول والتغوط لذلك فدأب القرءان هو العدول عن الظاهر فى مثل هذا المقام قال بعض العارفين من كان اعتماده على غير الله اهلكه الله بأضعف خلقه الا ترى ان اصحاب الفيل لما اعتمدواعلى الفيل من حيث انه اقوى خلق الله اهلكهم الله بأضعف خلق من خلقه وهو الطير.
وكفته اندا كربيل نتوانى بودبارى ازبشه كم مباش كه برصورت بيل است بشه كويدكه اكر من بقوت بيل نيسسنم كه بارى كشم بارى بصورت بيلم كه بار خويش بركس نيفكم. وفيه اشارة الى ابرهة النفس المتصفة بصفة الغضب والحقد المجبولة على خلقة الفيل كالسبعية فى السبع والكبر فى النمر فارسل الله عليها طير الارواح حاملين احجار الاذكار والاوراد فأكلتها أكل الا كلة وعصفت مزروعاتهم السيئة وبطل قليس طبيعتها الجسمانية التى كانت تدعو القوى اليها لان هذه الدعوة كانت بتزيين الشيطان فلا تقاوم دعوة الروح الى كعبة القلب التى كانت من الرحمن.

هركه بر شمع خدا آردتفو شمع كى ميرد بسوز دبوزار
جون توخفاشان بسى بينند خواب كين جهان مانديتم از آفتاب

قوله مأكول يوقف عليه ثم يكبر ولا يوصل حذرا من الايهام.
تمت سورة الفيل فى يوم الخميس سابع جمادى الاولى من سنة سبع عشرة ومائة وألف.