التفاسير

< >
عرض

فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ
٤
ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ
٥
-الماعون

روح البيان في تفسير القرآن

{ فويل } الفاء لربط ما بعدها بشرط محذوف كأنه قيل اذا كان ما ذكر من عدم المبالاة باليتيم والمسكين من دلائل التكذيب بالدين وموجبات الذم والتوبيخ فويل اى شدة العذاب { للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } السهو خطأ عن غفلة وذلك ضربان احدهما ان لا يكون من الانسان جوالبه ومولداته كمجنون سب انسانا والثانى ان يكون منه مولداته كمن شرب خمرا ثم ظهر منه منكر لا عن قصد الى فعله فالاول معفو عنه والثانى مأخوذ به ومنه ما ذم الله فى الآية والمعنى ساهون عن صلاتهم سهو ترك لها وقلة التفات اليها وعدم مبالاة بها وذلك فعل المنافقين او الفسقة من المؤمنين وهو معنى عن ولذا قال انس رضى الله عنه الحمد لله على ان لم يقل فى صلاتهم وذلك انه لو قال فى صلاتهم لكان المعنى ان السهو يعتريهم وهم فيها اما بوسوسة شيطان او بحديث نفس وذلك لا يكاد يخلو منه مسلم والخلوص منه عسير ولما نزلت هذه الآية قال عليه السلام "هذه خير لكم من ان يعطى كل واحد منكم مثل جميع الدنيا" فان قلت هل صدر عن النبى عليه السلام سهو قلت نعم كما قال "شغلونا عن صلاة العصر" اى يوم الخندق "ملأ الله قلوبهم نارا" وايضاسها عن صلاة الفجر ليلة التعريس وايضا صلى الظهر ركعتين ثم سلم فقال له ابو بكر رضى الله عنه صليت ركعتين فقام واضاف اليهما ركعتين لكن سهوه عليه السلام فيما ذكر وفى غيره ليس كسهو سائر الخلق وايهم مثله عليه السلام وهو فى الاستغراق والانجذاب دآئما وقد قال "تنام عيناى ولا ينام قلبى" وفيه اشارة الى السهو عن شهود لطائف الصلاة والغفلة عن اسرارها وعلومها وقرأ ابن مسعود رضى الله عنه لا هون مكان ساهون فعلى العاقل ان تفوته الصلاة التى هى من باب المعراج والمناجاة ولا يعبث فيها باللحية والثياب ولا يكثر والتثاؤب والالفتات ونحوها ومن المصلين من لا يدرى عن كم انصرف ولا ما قرأ من السورة.