التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ
٦
-الماعون

روح البيان في تفسير القرآن

{ الذين هم يراؤون } اى يرون الناس اعمالهم ليروهم الثناء عليها فان قلت فحينئذ يلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز لان الثناء لا يتعلق به الرؤية البصرية قلت هو محمول على عموم المجاز او على جعل الارآءة من الرؤية بمعنى المعرفة قال فى الكشاف والعمل الصالح ان كان فريضة فمن حق الفرآئض الاعلان بها وتشهيرها لقوله عليه السلام "ولا غمة فى فرائض الله" لانها اعلام الاسلام وشعائر الدين ولان تاركها يستحق الذم والمقت فوجب اماطة التهمة بالاظهار وان كان تطوعا فحقه ان يخفى لانه مما لا يلام بتركه ولا تهمة فيه وان اظهره قاصدا للاقتدآء فيه كان جميلا وانما الرياء ان يقصد ان تراه الاعين فتثنى عليه بالصلاح واجتناب الرياء صعب لانه اخفى من دبيب النملة السودآء فى الليلة المظلمة على المسح الاسود

كليد در دوزخست آن نماز كه در جشم مردم كزارى دراز

والفرق بين المرآئى والمنافق ان المنافق يبطن الكفر ويظهر الايمان والمرآئى يظهر زيادة الخشوع وآثار الصلاح ليعتقد من يراه انه من أهل الصلاة وحقيقة الرياء طلب ما فى الدنيا بالعبادة وفيه اشارة الى ان من يضيف اعماله واحواله الى نفسه الظلمانية فهو مرآىء.