التفاسير

< >
عرض

وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ
٧
-الماعون

روح البيان في تفسير القرآن

{ ويمنعون الماعون } من المعن وهو الشئ القليل وسميت الزكاة ما عونا لانه يؤخذ من المال ربع العشر وهو قليل من كثير وقال ابو الليث الماعون بلغة الحبشة المال وفى برهان القرءآن قوله الذين هم ثم بعده الذين هم كرر ولم يقتصر على مرة واحدة لامتناع عطف الفعل على الاسم ولم يقل الذين هم يمنعون لانه فعل فحسن العطف على الفعل وهذه دقيقة انتهى والمعنى ويمنعون الزكاة كما دل عليه ذكره عقيب الصلاة او ما يتعاور عادة فان عدم المبالاة باليتيم والمسكين حيث كان من عدم الاعتقاد بالجزآء موجب للذم والتوبيخ فعدم المبالاة بالصلاة التى هى عماد الدين والرياء الذى هو شبعة من الكفر ومنع الزكاة التى هى قنطرة الاسلام وسوء المعاملة مع الخلق احق بذلك وكم ترى من المتسمين بالاسلام بل من العلماء منهم من هو على هذه الصفة فيا مصيبتاه والمراد بما يتعاوره عادة اى يتداوله الناس بالعارية ويعين بعضهم بعضا باعارته هو مثل الفاس والقدر والدلو والابرة والقصعة والغربال والقدوم والمقدحة والنار والماء والملح ومن ذلك ان يلتمس جارك ان يخبز فى تنورك او يضع متاعه عندك يوما اونصف يوم "عن عائشة رضى الله عنها انها قالت يا رسول الله ما الذى لا يحل منعه قال الماء والنار والملح فقالت يا رسول الله هذا الماء فما بال النار والملح قال لها يا حميرآء من اعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما طبخ بتلك النار ومن اعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب بذلك الملح ومن سقى شربة من الماء حيث لا يوجد الماء فكانما احيى نفسا" كما فى كشف الاسرار وقد يكون منع هذه الاشياء محظورا فى الشريعة اذا استعيرت عن اضطرار وقبيحا فى المروءة فى غير حال الضرورة وفى عين المعانى فلما منعوا من الكوثر ففى الآية الزجر عن البخل الذى هو صفة المنافقين.
تمت سورة الماعون يوم عيد المؤمنين