التفاسير

< >
عرض

وَكَذٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
١٠٢
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ وكذلك } الكاف فى محل الرفع على انها خبر مقدم للمصدر المذكور بعده اى مثل ذلك الاخذ الذى مر بيانه { اخذ ربك اذا اخذ القرى } اى اهلها وانما اسند اليها للاشعار بسريان اثره اليها { وهى ظالمة } حال من القرى وهى فى الحقيقة لاهلها لكنها لما اقيمت مقامهم فى الاخذ اجريت الحال عليها وفائدتها الاشعار بانهم اخذوا بظلمهم وكفرهم ليكون ذلك عبرة لكل ظالم { ان اخذه اليم شديد } اى عقوبة مؤلمة شديدة صعبة على المأخوذ والمعاقب لا يرى منها الخلاص
وعن ابى موسى رضى الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ان الله ليملى للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك اخذ ربك" الآية

كسى كر صرصر ظلمش دمادم جراغ عيش مظلومان بميرد
نميترسد ازان كايزد تعالى اكرجه دير كيرد سخت كيرد

والله تعالى لا يجير الظالم ولكن يمهله ويكله الى نفسه يظلم على نفسه وعلى نفس غيره فيؤاخذه الله تعالى بظلمه عدلا منه ولكنه اذا نظر بفضله ورحمته الى عبد بنظر العناية يزيل بنور العناية ظلمات امارية نفسه فتصير نفسه مأمورة لامر الشريعة فلا يعمل الا للنجاة من عذاب الآخرة ونيل الدرجات والقربات فعلى كل من اذنب ان يحذر اخذ ربه فيبادر الى التوبة ويترك التسويف فانه ورد (هلك المسوفون)

قبول توبة بر رب كريمست فعجل ان فى التأخير آفات