التفاسير

< >
عرض

أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ
٣٥
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ ام يقولون } قوم نوح { افتراه } الضمير المستتر المرفوع لنوح عليه السلام والبارز للوحى الذى بلغه اليهم { قل } يا نوح { ان افتريته } بالفرض البحث فهو لا يدل على انه كان شاكا بل هو قول يقال على وجه الانكار عند اليأس من القبول { فعلىّ اجرامى } اى وبال اجرامى وهو كسب الذنب فالمضاف محذوف وان كنت صادقا فكذبتمونى فعليكم عقاب ذلك التكذيب فحذف لدلالة قوله تعالى { وانا بريئ مما تجرمون } عليه اى من اجرامكم فى اسناد الافتراء الىّ فلا وجه لاعراضكم عنى ومعاداتكم لى. وفيه اشارة الى ان ذنوب النفس لا تنافى صفاء الروح ولا يتدكر الروح بها ما دام متبرئا منها لكن كل من القوى يتكدر بما قارفه من ذنوب نفسه فالجهل يكدر الروح والميل الى ما سوى الله تعالى يكدر القلب والهوى يكدر النفس والشهوة تكدر الطبيعة.
فعلى العاقل تجلية هذه المرائى وتصقيلها له تعالى والتوجه الى الحضرة العلياء والعمل على وفق الهدى وترك المشتهيات.
قال حضرة شيخنا العلامة ابقاه الله بالسلامة الانسان. اما حيوانى وهم الذين غلب عليهم اوصاف الطبيعة واحوال الشهوة واما شيطانى وهم الذين غلب عليهم اوصاف النفس واحوال الشيطنة. واما ملكى وهم الذين غلب عليهم اوصاف الروح الملكية. واما صاحب الجانبين وهم الذين استوى واشترك فيهم وصف الطبيعة والنفس ووصف الملكية والروح. واما رحمانى وهم الذين غلب عليهم وصف السر وحاله ثم الثلاثة الاول من يخرج منهم بالايمان من الدنيا فهم يدخلون الجنة بالفضل او بعد اقامة العدل وهم اصحاب اليمين وارباب الجمال ومن يخرج من الدنيا بلا ايمان فيدخلون الجحيم بالعدل وهم اصحاب الشمال وارباب الجلال والرابع من يخرج منهم بالايمان فهم اهل الاعراف والخامس هم ارباب الكمال السابقون المقربون وما منا الا له مقام معلوم ورزق مقسوم ثم الحيوانيون بعدما خرجوا من الدنيا يحشرون مع الشياطين والملكيون يحشرون مع الملائكة واصحاب الجانبين يحشرون بين الطرفين والرحمانيون يحشرون مع قرب الرحمن قال عليه السلام
"تموتون كما تعيشون وتحشرون كما تموتون" انتهى كلامه
قال يحيى بن معاذ الرازى الناس ثلاثة اصناف. رجل شغله معاده عن معاشه. ورجل شغله معاشه عن معاده. ورجل مشتغل بهما جميعا فالاول درجة الفائزين والثانى درجة الهالكين والثالث درجة المخاطرين وفى الحديث
"ان خواص يسكنهم الرفيع من الجنان كانوا اعقل الناس قالوا يا رسول الله كيف كانوا اعقل الناس قال كان نهمتهم المسابقة الى ربهم والمسارعة الى ما يرضيه وزهدوا فى الدنيا وفى رياستها وفى فضولها ونعيمها فهانت عليهم فصبروا قليلا واستراحوا طويلا"

ناكى غم دنياى جنى اى دل دانا حيفست زخزبى كه شود عاشق زشتى