التفاسير

< >
عرض

وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ ٱلْحَاكِمِينَ
٤٥
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ ونادى نوح ربه } [وبخواند بروردكارمن] { ان ابنى } كنعان وسمى الابن ابنا لكونه بناء ابيه اى مبنى ابيه { من اهلى } وقد وعدتنى نجاءهم فى ضمن الامر بحملهم فى الفلك ومن تبعيضية لانه كان ابنه من صلبه على ما هو الارجح او كان ربيبا له فهو بعض اهله والاهل يفسر بالازواج والاولاد وبالعبيد والاماء وبالاقارب وبالاصحاب وبالمجموع كما فى شرح المشارق لابن ملك.
قال ابن الكمال الكمال الاهل خاصة الشيء وما ينسب اليه ومنه قوله تعالى { ان ابنى من اهلى } { وان وعدك } ذلك والوعد عبارة عن الاخبار بايصال المنفعة قبل وقوعها { الحق } الثابت الذى لا يتطرق اليه الخلف ولا يشك فى انجازه والوفاء به والظاهر ان هذا النداء كان قبل غرق ابنه فان الواو لا تدل على الترتيب والمقصود منه طلب نجاته لا طلب الحكمة فى عدم نجاته حين حال الموج بينهما ولم يعلم بهلاكه اما بتقريبه الى الفلك بتلاطم الامواج او بتقريبها اليه ومجرد حيلولة الموج بينهما لا يستوجب هلاكه فضلا عن العلم به لظهور امكان عصمة الله اياه برحمته والله تعالى على كل شيء قدير ويؤيده ما فى بحر الكلام ان ذكر المسألة اى فى قوله تعالى
{ { فلا تسألن } كما يستاتى دليل على ان النداء كان قبل ان يغرق حتى يخاف عليه { وانت احكم الحاكمين } اى اعلم الحكام واعدلهم اذ لا فضل لحاكم على غيره الا بالعلم والعدل ورب جاهل ظالم من متقلدى الحكومة فى زمانك لقد لقب اقضى القضاة ومعناه احكم الحاكمين فاعتبر واستعبر قال جار الله

قضاة زماننا صاروا لصوصا عموما فى القضايا لا خصوصا
خشينا منهمو لو صافحونا للصوا من خواتمنا فصوصا

وفى الحديث "القضاة ثلاثة واحد فى الجنة واثنان فى النار فاما الذى فى الجنة فرجل عرف الحق فقضى به واما الآخران فرجل عرف الحق فجار فى الحكم فهو فى النار ورجل قضى للناس على جهل فهو فى النار" اى لا يعرف الحق فيخلط الحلال بالحرام: قال الشيخ السعدى

مها زورمندى مكن بركهان كه بريك نمط نماند جهان
لب خشك مظلوم را كوبخند كه دندان ظالم بخواند كند