التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ
٦٢
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ قالوا } اى قوم صالح بعد دعوتهم الى الله تعالى وعبادته { يا صالح قد كنت فينا } فيما بيننا { مرجوا } مأمولا { قبل هذا } الوقت وهو وقت الدعوة كانت تلوح فيك مخايل الخير وامارات الرشد والسداد فكنا نرجوك ان تكون لنا سيدا ننتفع بك ومستشارا فى الامور ومسترشدا فى التدابير فلما سمعنا منك هذا القول انقطع رجاؤنا عنك وعلمنا ان لا خير فيك كما يقول بعض اهل الانكار لبعض من يسلك طريق الارادة والطلب ان هذا قد فسد بل جن وكان قبل هذا رجلا صالحا عاقلا فلا يرجى منه الخير: وفى المثنوى

عقل جزوى عشق را منكربود كرجه بنمايد كه صاحب سربود

قال الحافظ

مبين حقير كدايان عشق را كين قوم شهان بى كمر وخسروان بى كلهند
غلام همت دردى كشان يك رنكيم نه زين كروه كه ازرق رداودل سيهند

{ أتنهانا } معنى الهمزة الانكار اى أتمنعنا من { ان نعبد ما يعبد آباؤنا } اى عبدوه والعدل الى صيغة المضارع لحكاية الحال الماضية { واننا } من قال انا اسقط النون الثانية من ان دون كناية المتكلمين نا وهو المختار { لفى شك مما تدعونا اليه } من التوحيد وترك عبادة الاوثان { مريب } موقع فى الريبة اى قلق النفس وانتفاء الطمأنينة: يعنى [كمانى كه نفس را مضطرب ميسازد ودل آرام نمى دهد وعقل را شوريده مى كرداند] من ارابه اى اوقعه فى الريبة واسناد الارابه الى الشك وهو ان يبقى الانسان متوقفا بين النفى والاثبات مجازى لان الريب هو انتفاء ما يرجح احد طرفى النسبة او تعارض الادلة لا نفس الشك.
وقال سعدى المفتى يجوز ان يعتقدوا ان الشك يوقع فى القلق والاضطراب فيكون الاسناد حقيقيا وان كان الموقع عند الموحدين هو الله تعالى