التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ
٩٤
-هود

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولما جاء امرنا } الذى قدرناه فى الازل من العذاب والهلاك لقوم شعيب فالامر واحد الامور { نجينا شعيبا } قدم تنجيته ايذانا بسبق الرحمة التى هى مقتضى الربوبية على الغضب الذى يظهر اثره بموجب الجرائم { والذين آمنوا معه } اى ونجينا الذين اتبعوا شعيبا فى الايمان وآمنوا كما آمن هو { برحمة } ازلية صدرت { منا } فى حقهم ومجرد فضل لا بسبب اعمالهم كما هو مذهب اهل السنة. وقال بعضهم هى الايمان الذى وفقناهم له.
يقول الفقير وجه هذا القول ان العذاب والهلاك الذى هو من باب العدل قد اضيف الى الكفر والظلم فاقتضى ان يضاف الخلاص والنجاة الذى هو من باب الفضل الى الايمان ولما كان الايمان والعمل الصالح امرا موقوفا على التوفيق كان مجرد فضل ورحمة فافهم { واخذت الذين ظلموا } انفسهم بالاباء والاستكبار عن قبول دعوة شعيب { الصيحة } فاعل اخذت والمراد صيحة جبرائيل عليه السلام بقوله موتوا جميعا. وفى سورة الاعراف
{ { فاخذتهم الرجفة } اى الزلزلة ولعلها من روادف الصيحة المستتبعة لتموج الهواء المفضى اليها.
عن ابن عباس رضى الله عنهما لم يعذب الله امتين بعذاب واحد الا قوم شعيب وصالح وذلك انه اصابهم حر شديد فخرجوا الى غيضة لهم فدخلوا فيها فظهرت لهم سحابة كهيئة الظلة فاحدقت بالاشجار واخذت فيها النار وصاح بهم جبريل ورجفت بهم الارض فماتوا كلهم واحترقوا فذلك قوله تعالى { فاصبحوا } اى صاروا { فى ديارهم } بلادهم او مساكنهم { جاثمين } ميتين لازمين لاماكنهم لابراح لهم منها اى لا زوال