التفاسير

< >
عرض

وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً
٢
-النصر

روح البيان في تفسير القرآن

{ ورأيت الناس } أبصرتهم او علمتهم يعنى العرب واللام للعهد او الاستغراق العرفى جعلوه خطابا للنبى عليه السلام يحتمل الخطاب العام لكل مؤمن وحينئذ يظهر جواب آخر عن امر النبى عليه السلام بالاستغفار مع انه لا تقصير له اذ الخطاب لا يخصه فالامر بالاستغفار لمن سواه وادخاله فى الامر تغليب { يدخلون فى دين الله } اى ملة الاسلام التى لا دين يضاف اليه تعالى غيرها والجملة على تقدير الرؤية البصرية حال وعلى تقدير الرؤية القلبية مفعول ثان وقال بعضهم ومما يحتلج فى القلب ان المناسب لقوله يدخلون الخ ان يحمل قوله والفتح على فتح باب الدين عليهم { افواجا } حال من فاعل يدخلون اى يدخلون فيه جماعات كثرة كأهل مكة والطائف واليمن وهو ازن وسائر قبائل العرب وكانوا قبل ذلك يدخلون فيه واحدا واحدا واثنين اثنين روى انه عليه السلام لما فتح مكة اقبلت العرب بعضها على بعض فقالوا اذا ظفر بأهل الحرم فلن يقاومه احد وقد كان الله اجارهم من اصحاب الفيل من كل من ارادهم فكانوا يدخلون فى دين الاسلام افواجا من غير قتال (قال الكاشفى) درسال نزول اين سورة تتابع وفود بود جون بنى اسد وبنى مرة وبنى كلب وبنى كنانة بنى هلال وغير ايشان ازا كنف واطراف بخدمت آن حضرت آمده بشرف اسلام مشرف ميشدند. قال ابو عمر ابن عبد البر لم يمت رسول الله عليه السلام وفى العرب رجل كافر بل دخل الكل وفى الاسلام بعد حنين منهم من قدم ومنهم من قدم وافده وقال ابن عطية والمراد والله اعلم العرب عبدة الاوثان واما نصارى بنى تغلب فما اسلموا فى حياته عليه السلام ولكن اعطوا الجزية وفى عين المعانى الناس أهل البحر قال عليه السلام "الايمان يمانى والحكمة يمانية" وقال "وجدت نفس ربكم من جانب اليمن " اى تنفيسه من الكرب وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنه انه بكى ذات يوم فقيل له فى ذلك فقال سمعت رسول الله عليه السلام يقول "دخل الناس فى دين الله افواجا وسيخرجون منه افواجا"