التفاسير

< >
عرض

مَلِكِ ٱلنَّاسِ
٢
-الناس

روح البيان في تفسير القرآن

{ ملك الناس } عطف بيان جيئ به لبيان ان تربيته تعالى اياهم ليست بطريق تربية سائر الملائكة لما تحت ايديهم من مماليكهم بل بطريق الملك الكامل والتصرف الشامل والسلطان القاهر فما ذكروه فى ترجيح المالك على الملك من ان المالك مالك العبد وانه مطلق التصرف فيه بخلاف الملك فانه انما يملك بقهر وسياسة ومن بعض الوجوه فقياس لا يصح ولا يطرد الا فى المخلوقين لا فى الحق فانه من البين انه مطلق التصرف وانه يملك من جميع الوجوه فلا يقاس ملكية غيره عليه ولا تضاف النعوت والاسماء اليه الا من حيث اكمل مفهوماته ومن وجوه ترجيح الملك على المالك ان الاحاديث النبوية مبينات لاسرار القرءآن ومنبهات عليه وقد ورد فى الحديث فى بعض الادعية النبوية "لك الحمد لا اله الا انت رب كل شئ ومليكه" ولم يرد ومالكه وايضا فالاسماء المستقلة لها تقدم على الاسماء المضافة واسم الملك ورد مستقلا بخلاف المالك ومما يؤيد ذلك ان الاسماء المضافة لم تنقل فى احصاء الاسماء الثابتة بالنقل مثل قوله عز وجل فالق الاصباح وجاعل الليل سكنا وذى المعارج وشبهها وايضا فان الحق يقول فى آخر الامر عند ظهور غلبةالاحدية على الكثرة فى القيامة الكبرى والقيامات الصغرى الحاصلة للسالكين عند التحقق بالموصول عقيب انتهاء السير وحال الانسلاخ لمن الملك اليوم لله الواحد القهار والحاكم على الملك هو الملك فدل انه ارجح وقد جوزوا القرآءة بمالك وملك فى سورة الفاتحة لا فى هذه السورة حذرا من التكرار فان احد معانى الاسم الرب فى اللسان المالك ولا ترد الفاتحة فان الراجح فيها عند المحققين هو الملك لا المالك.