التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ
١٤
-يوسف

روح البيان في تفسير القرآن

{ قالوا } والله { لئن اكله الذئب ونحن عصبة } [وحال آنكه ما كروهى توانا وقوى هيكيلم كه هريكى ازمابا ده شير در محار به مقاومت ميتواند كرد] { انا اذا } [بدرستى كه ما آن وقت كه برادررا بكرك دهيم] { لخاسرون } [هر آيينه زيانكاران باشيم] من الخسار بمعنى الهلاك اى لها لكون ضعفا وخورا وعجزا.
وفى الكواشى مغبونون بترك حرمة الوالد والاخ وانما اقتصروا على جواب خوف يوسف من اكل الذئب ولم يجيبوا عن الاعتذار الاول لانه السبب القوى فى المنع دون الحزن لقصر مدته بناء على انهم يأتون به عن قريب.
وعن بعض الصحابة رضى الله عنهم انه قال لا ينبغى للرجل ان يلقن الخصم الحجة لان اخوة يوسف كانوا لا يعلمون ان الذئب يأكل الناس الى ان قال ذلك يعقوب ولقنهم العلة فى كيد يوسف وفى الحديث
"البلاء موكل بالمنطق ما قال عبد لشيء والله لا افعله الا ترك للشيطان كل شيء فولع به حتى يوشمه" وفى الحديث "انى لأجد نفسى تحدثنى بالشيء فما يمنعنى ان اتكلم به الا مخافة ان ابتلى به" -يحكى- ان ابن السكيت من ائمة اللغة جلس على المتوكل يوما فجاء المعتز والمؤيد ابنا المتوكل فقال ايهما احب اليك ابناى ام الحسن والحسين قال والله ان قنبر خادم على رضى الله عنه خير منك ومن ابنيك فقال سلوا لسانك من قفاه ففعلوا فمات فى تلك الليلة ومن العجب انه انشد قبل ذلك الى المعتز والمؤيد وكان يعلمهما فقال

يصاب الفتى من عثرة بلسانه وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته فى القول تذهب رأسه وعثرته فى الرجل تبرا على مهل

والاشارة ان القلب ما دام فى نظر الروح مراقبا له غير مشغول باستعمال الحواس والقوى من الروح ان يرسل يوسف القلب معهم الى مراتعهم الحيوانية ليتمتعوا به فى غيبة يعقوب الروح وهو لا يأمنهم عليه لانه واقف فى مكيدتهم وانهم يدعون نصحه وحفظه من الآفات والقلب اذا بعد من الروح ونظره يقرب منه ذئب الشيطان ويتصرف فيه ويهلكه وخسران جميع اجزاء الانسان فى هلاك القلب وربحها فى سلامته.
فعلى العاقل ان لا يلعب بالدنيا كالصبيان ويحترز عن فتنتها وآفاتها ولا يرى ترك عنان النفس حذرا من الوقوع فى بئر الهوى ويجتهد فى قمع الهوى ودفع الميل الى ما سوى الله تعالى

وصل ميسر نشود جز بقطع قطع نخست ازهمه ببريد نست

عصمنا الله اياكم من الاستماع الى حديث النفس والشيطان وجعلنا واياكم محفوظين من موجبات القطيعة والخذلان انه هو الكريم المنان المحسان