التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا فَصَلَتِ ٱلْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ
٩٤
-يوسف

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولما فصلت العير } يقال فصل من البلد فصولا اذا انفصل منه وجاوز حيطانه وعمرانه.
قال الكاشفى [وآن وقت كه جدا شد يعنى بيرون آمد كاروان از عمارت مصر وبفضاء صحرا رسيده] { قال ابوهم } يعقوب لمن عنده من ولد ولده وغيرهم { انى لاجد ريح يوسف } اوجده الله اى جعله واجد اريح ما عبق اى لزق ولصق من ريح يوسف من ثمانين فرسخا حين اقبل به يهودا

ايها السالون قوموا واعشقوا تلك رياح يوسف فاستنشقوا

قال فى المثنوى

بوى ببراهان يوسف را ثديد آنكه حافظ بود يعقوبش كشيد

وهذا البيت اشارة الى حال اهل السلوك والسكر واصحاب الزهد والعشق وذلك لان الزاهد ذاهل عما عنده كالحمار الغافل عما استصحبه من الكتب فكيف يعرف ما عنده غيره والعاشق يستنشق من كل مظهر ريح سر من الاسرار ويدخل فى خيشومه من روائح النفس الرحمانى ما لو عاش الزاهد الف سنة على حاله ماشم شيئا منها.
قال اهل المعانى ان الله اوصل اليه رائحة يوسف عند انقضاء المحنة ومجيئ وقت الروح والفرح من المكان البعيد ومنع من وصول خبره اليه مع قرب احدى البلدتين من الاخرى وذلك يدل على ان كل سهل فهو فى زمان المحنة صعب وكل صعب فهو فى زمان الاقبال سهل.
وذكر أن ريح الصبا استأذنت ربها فى ان تأتى بعقوب بريح يوسف قبل ان يأتيه البشير بالقميص فأذن لها فأتته بها: قال المولى الجامى

ديرمى جنبد بشير اى باد بر كنعان كذر مزده ببراهن يوسف ببر يعقوب را

ولذلك يستروح كل محزون بريح الصبا ويتنسمها المكروبون فيجدون لها روحا وهى التى تأتى من ناحية المشرق وفيها لين اذا هبت على الابدان نعمتها ولينتها وهيجت الاشواق الى الاحباب والحنين الى الاوطان قال الشاعر

أيا جبلى نعمان بالله خليا نسيم الصبا يخلص الى نسيمها
فان الصبا ريح اذا ما تنفست على نفس مهموم تجلت همومها

قال الحافظ

باصبا همراه بفرست ازرحت كلدسته بوكه بويى بشنويم ازخاك بستان شما

وفى التبيان هاجت الريح فحملت ريح القميص من مسافة ثمانين فرسخا واتصلت بيعقوب فوجد ريح الجنة فعلم انه ليس فى الدنيا من ريح الجنة الا ما كان من ذلك القميص انتهى.
يقول الفقير هذا موافق لما ذكر من انه كان فى القميص ريح الجنة لا يقع على مبتلى الا صح فالخاصية فى ريح الجنة لا فى ريح يوسف كما ذهب اليه البيضاوى.
واما الاضافة فى قوله { ريح يوسف } فللملابسة كما لا يخفى.
قال الامام الجلدكى فى كتاب الانسان من كتاب البرهان لعمرى كلما كثفت طينة الانسان وزادت كثافتها نقصت حواسه فى مدركاتها لحجب الكثافة الطارية على ذات الانسان من اصل فطرته واما جوهر ذات الانسان اذا لطف وتزايدت لطافته فان جميع حواسه تقوى ويزيد ادراكها وكثير من اشخاص النوع الانسانى يدركون بحاسة الشم الروائح العطرة من بعد المسافة على مسافة ميل او اكثر من ذلك على مسيرة اميال ولعل من تزايدت لطافته يدرك رائحة ما لا رائحة له من الروائح المعتادة كما قال الله تعالى حكاية عن يعقوب { انى لاجد ريح يوسف } وهذه الحاسة مخصوصة باهل الكشف لا بغيرهم من الناس انتهى: وفى المثنوى

بود واى جشم باشد نور ساز شد زبويى ديده ديده يعقوب باز
بوى بد مرديده را تارى كند بوى يوسف ديده را بارى كند
بوى كل ديدى كه انجا كل نبود جوش مل ديدى كه انجامل نبود
آن شنيدى داستان بايزيد كه زحال بو الحسن بيشين جه ديد
روزى آن سلطان تقوى ميكذشت بامريدان جانب صحرا ودشت
بوى خوش آمد مراورا نا كهان از سوادرى زسوى خارقان
هم بر انجا ناله مشتاق كرد بوى را ازباد اشتنشاق كرد
جون در و آثار مستى شد بديد يكك مريد اورا ازان دم بر رسيد
بس بيرسيدش كه اين احوال خوش كه برونست از حجاب بنج وشش
كاه سرخ وكاه زرد وكه سبيد مى شود رويت جه حالست ونويد
مى كشى بوى وبظاهر نيست كل بى شك از غيبست واز كلزار كل
كفت بوى بو العجب آمد بمن همجانكه مصطفى را از يمن
كه محمد كفت برست صبا از يمن آيدم بوى خدا
از اويس واز قرن بوى عجب مر نبى را مست كرد وبر طرب
كفت ازين سوبرى يارى مى رسد اندرين ده شهريارى مى رسد
بعد جندين سال مى زايد شهى مى زند بر آسمانها خر كهى
رويش از كلزار حق كلبون بود از من او اندر مقام افزون بود
جيست نامش كفت نامش بو الحسن حليه اش واكفت از كيسو ذقن
قد او ورنك او وشكل او يك بيك واكفت از كيسو ورو
حليهاى روح اورا هم نمود از صفات واز طريق وجا وبود

{ لولا ان تفندون } اى تنسبونى الى الفند وهو الخرف ونقصان العقل وفساد الرأى من هرم. يقال شيخ مفند ولا يقال عجوز مفندة اذ لم تكن فى شبيبتها ذات رأى فتفند فى كبرها اى نقصان عقلها ذاتى لا حادث من عارض الهرم وجواب لولا محذوف تقديره لولا تفنيدكم لصدقتمونى.
واعلم ان الخرف بالفارسية [فرتوت شدن] لا يطرأ على الانبياء والورثة لانه نوع من الجنون الذى هو من النقائص وهم مبرأون مما يشين بهم من الآفات