التفاسير

< >
عرض

لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ
١٨
-الرعد

روح البيان في تفسير القرآن

{ للذين استجابوا لربهم } خبر مقدم لقوله { الحسنى } اى للمؤمنين الذين اجابوا فى الدنيا لى ما دعا الله اليه من التوحيد والطاعة المثوبة الحسنى فى الآخرة وهى الجنة وسميت بذلك لانها فى نهاية الحسن لكونها من آثار الجمال الصفاتى واما الاحسن فهو الله تعالى وحسنه الازلى من ذاته لا من غيره فقد علم من هذا ان الداعى الى الحسنى هو الله تعالى والمجيب الى تلك الدعوى الالهية هو المؤمنون والجنة ونعيمها هى الضيافة العظمى وقد ورد "اللهم انى اسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل"
قال بعض الكبار من احب رؤية الله احب الجنة لانها محلها.
يقول الفقير فيه تصريح بان الجنة محل الرؤية لا محل الله تعالى حتى يلزم اثبات المكان له ولا يلزم من كونها محل الرؤية كونها محله تعالى لان التقيد بالمكان حال الرائى لا حال المرئى والدنيا والآخرة سواء بالنسبة الى الرائى كما انهما سيان بالنسبة الى المرئى اذ لو رؤى فى الدنيا بحسب ارتفاع الموانع لكان لا يضر اطلاقه وتنزهه وكذا لو رؤى فى الجنة وقد ثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه فى الدنيا فجعلت الدنيا ظرفا لرؤيته مع ان الله تعالى على تنزهه الازلى واذا عرفت هذا عرفت ضعف قول الفقهاء لو قال ارى الله فى الجنة يكفر لانه يزعم ان الله تعالى فى الجنة والحق ان يقال نرى الله فى الجنة انتهى قولهم

مجرد بابيش ز اطلاق وتقييد اكر جلباب هستى را كنى شق

{ والذين لم يستجيبوا له } وهم الكافرون بالله الخارجون عن الطاعة وهو مبتدأ خبره قوله { لو ان لهم } [اكر باشد مرا ايشانرا] { ما فى الارض جميعا } من نقودها وامتعتها وضياعها { ومثله معه } وضعفه معه [يعنى آن قدر كه نقود واقمشه دينى هست با آن اضافت كنند وهمه در تصرف كافران باشد روز قيامت] { لافتدوا به } جعلوه فداء انفسهم من العذاب ولو فادوا به لا يقبل منهم.
يقول الفقير سر هذا انهم بسبب الدنيا غفلوا عن الله تعالى وحين الانتباه بالموت والبعث صغر فى اعينهم الدنيا وما فيها فلو قدروا لبذلوا الكل واخذوا الله تعالى بدلا منه فقد قصروا فى وقت القبول وتمنوا ما تمنوا حين لا درهم ولا دينار

مده براحت فانى حيات باقى را بمحنت دوسه روز ازغم ابد بكريز

{ اولئك } [آن كروه] { لهم سوء الحساب } هو المناقشة بان يحاسب الرجل بذنبه ولا يغفر منه شيء.
وعن
"عائشة رضى الله عنها ان رسول الله عليه السلام قال ليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلك قلت او ليس يقول الله { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } فقال { انما ذلك العرض ولكن من نوقش فى الحساب يهلك }" والمناقشة الاستقصاء فى الحساب بحيث لا يترك منه شيء يقال ناقشه الحساب اذا عاسره فيه واستقصى فلم يترك قليلا ولا كثيرا. ومعنى الحديث ان المناقشة فى الحساب وعدم المسامحة مفض الى الهلاك ودخول النار ولكن الله يعفو ويغفر ما دون الشرك لمن يشاء.
قال النووى وهذا لمن لم يحاسب نفسه فى الدنيا فيناقش بالصغيرة والكبيرة فاما من تاب وحاسب نفسه فلا يناقش كما فى الفتح القريب

نريزد خدا آب روى كسى كه ريزد كناه آب جشمش بسى

{ ومأواهم } مرجعهم بعد المناقشة { جهنم }.
فان قلت هلا قيل مأواهم النار.
قلت لان فى ذكر جهنم تهويلا وتفظيعا ويحتمل ان يكون جهنم هى ابعد النار قعرا من قولهم بئر جهنم بعيدة القعر.
قال بعضهم جهنم معرب وكأنه فى الفرس [جه نم] { وبئس المهاد } [وبد جايكاهست دوزخ] وهو بمعنى الممهود المبسوط يقال مهدت الفراش مهدا اى بسطته اطلق ههنا بمعنى المستقر مطلقا اى بئس موضع القرار جهنم - وروى - احمد
"انه عليه السلام قال لجبريل مالى لا ارى ميكائيل ضاحكا فقال ما ضحك مذ خلقت النار" - وروى - ان موسى عليه السلام ناجى ربه فقال يا رب خلقت خلقا وربيتهم بنعمتك ثم تجعلهم يوم القيامة فى نارك. قال فى المثنوى

مستفيدى اعجمى شد آن كليم تاعجميانرا كند زين سر عليم

فاوحى الله تعالى اليه ان يا موسى قم فازرع زرعا فزرعه فسقاه وقام عليه وحصده وداسه فقال له ما فعلت بزرعك يا موسى قال قد رفعته قال فما تركت منه شيئا قال يا رب تركت ما لا خير فيه قال يا موسى فانى ادخل النار ما لا خير فيه وهو الذى يستنكف ان يقول لا اله الا الله. وفى المثنوى

جونكه موسى كشت وشد كشتش تمام خوشهايش يافت خوبى ونظام
داس بكرفت ومران را مى بريد بس ندا از غيب دركوشش رسيد
كه جرا كشتى كنى ويرورى جون كمالى يافت آنرا مى برى
كفت يا رب زان كنم ويران وبست كه دراينجا دانه هست وكاه هست
دانه لايق نيست در انبار كاه كاه در انبار كندم هم تباه
نيست حكمت اين دورا آميختن فرق واجب مى كند در بيختن
كفت اين دانش تو از كه يا فتى كه بدانش بيدرى برساختى
كفت تمييزم تودادى اى خدا كفت بس تمييز جون نبود مرا
درخلايق روحهاى باك هست روحهاى تيره وكلناك هست
اين صدفها نيست در يك مرتبه در يكى دراست ودرديكر شبه
واجبست اظهار اين نيك وتباه همجنا كاظهار كندمها زكاه