التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلآئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
٢٨
-الحجر

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذ قال ربك } اى اذكر يا محمد وقت قوله تعالى { للملائكة } [بهجت خلافت زمين].
يقول الفقير ان فى هؤلاء الملائكة اختلافا شديدا والحق ما ذهب اليه اكابر اهل الله تعالى من ان المقول لهم القول الآتى والساجدين لآدم عليه السلام هم الذين تنزلوا من مرتبة الارواح الى مرتبة الاجسام فدخل فيهم جبريل ونحوه من اكابر الملائكة واصاغرهم سماوية كانت او ارضية لان كلهم ملتبسون بملابس الجسمانية اللطيفة فاللام لاستغراق الجنس واما المراد بالعالين فى قوله تعالى
{ { أستكبرت ام كنت من العالين } الملائكة المهيمون الذين بقوا فى عالم الارواح واستغرقوا فى نور شهود الحق وليس لهم شعور بنفوسهم فضلا عن آدم وغيره وهم خير من هذا النوع الانسانى فى شرف الحال لان فى الجمعية والكمال والانسان فوق الملائكة الارضية والسماوية فى رتبة الفضيلة والكمال بل فى شرف الحال ايضا لانهم كلهم عنصريون مخلوقون بيد واحدة فليس لهم شرف حاله ولا رتبة كماله: قال الحافظ

فرشته عشق نداندكه جيست قصه مخوان بخوان جام وكلابى بخاك آدم ريز

{ انى خالق } فيما سيأتى البتة كما يدل عليه التعبير باسم الفاعل الدال على التحقق { بشرا } قال فى القاموس البشر محركة الانسان ذكرا او انثى واحدا او جمعا وقد يثنى ويجمع ابشارا وظاهر جلد الانسان { من صلصال } متعلق بخالق او صفة لبشرا اى بشرا كائنا من صلصال كائن { من حمأ مسنون } تقدم تفسيره شاورهم الله تعالى بصورة الامتحان ليميز الطيب اى الملك من الخبيث اى ابليس فسلم الملك وهلك ابليس ولذلك قيل عند الامتحان يكرم الرجل او يهان.
وقيل اخبرهم سبحانه بتكوين آدم قبل ان يخلقه ليوطنوا انفسهم على فناء الدنيا وزوال ملكوتها كما قال تعالى لآدم
{ { اسكن انت وزوجك الجنة } والسكنى لا يكون الا على وجه العارية ليوطن نفسه على الخروج من الجنة: قال الصائب

مهياى فنارا از علائق نيست بروايى نيند يشد زخاك آنكس كه دامن دركمر دارد

وانما خلق الله آدم بعد جميع المخلوقات ليكون خاتم المخلوقات كسيد المرسلين خاتم الأنبياء فظهر فيه شرف الختم فهو بمنزلة خاتم الملك على باب الكنز الخاص