التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
٣٩
-الحجر

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال } ابليس { رب } [اى برورد كار من] { يما اغويتنى } الباء للقسم وما مصدرية والجواب { لازينن لهم } اى اقسم باغوائك اياى لازينن لهم اى لذرية آدم المعاصى والشهوات واللذات فالمفعول محذوف. والاغواء [بى راه كردن] يقال غوى غواية ضل. والتزيين [بياراستن] { فى الارض } اى فى الدنيا التى هى دار الغرور كما فى قوله تعالى { { اخلد الى الارض } لان الارض محل متاعها ودارها.
وفى التبيان ازين لهم المقام فى الارض كى يطمئنوا اليها واقسامه بعزة الله المفسرة بسلطانه وقهره كما فى قوله
{ { فبعزتك } لا ينافى اقسامه بهذا فانه فرع من فروعها واثر من آثارها فلعله اقسم بهما جميعا فحكى تارة قسمه بصفة فعله وهو الاغواء واخرى بصفة ذاته وهى العزة.
قال الكاشفى [برخى برانندكه دربما اغويتنى باسبى است يعنى سبب آنكه مرا كمراه كردى من بيارايم معاصى رابجشم مردمان] وجعله سعدى المفتى اولى لان جعل الاغواء مقسما به غير متعارف اذ الايمان مبنية على العرف [هرجه بعرف مردمان أنرا سوكند توان كفت يمين است والالا].
يقول الفقير حفظه الله القدير سمعت من حضرة شيخى وسندى روح الله روحه ان آدم عليه السلام كاشف عن شأنه الذاتى فسلك طريق الادب حيث
{ { قال ربنا ظلمنا انفسنا } واما ابليس فلم يكن له ذلك ولذلك قال { بما اغويتنى } حيث اسند الاغواء الى الله تعالى اذ تلك الغواية كانت ثابتة فى عينه العلمية وشأنه الغيبى فاقتضت الظهور فى هذا العالم فاظهرها الله تعالى ومن المحال ان يظهر الله تعالى ما ليس بثابت ولا مقدور وقولهم السعادة الازلية والعناية الرحمانية من طريق الادب والا فاحوال كل شئ تظهر لا محالة فاسمع واحفظ وصن: قال الحافظ

بير ما كفت خطا برقلم صنع نرفت آفرين بر نظر باك خطا بوشش بود

{ ولاغوينهم اجمعين } ولاحملنهم اجمعين على الغواية والضلالة