التفاسير

< >
عرض

لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ
٤٨
-الحجر

روح البيان في تفسير القرآن

{ لا يمسهم } [نميرسد ايشانرا] { فيها } [دربهشت] { نصب } [رنجى ومشقتى كه آن سراى تنعم وراحتست] اى شئ منه اذ التنكير للتقليل لا غير.
قال فى الارشاد اى تعب بان لا يكون لهم فيها ما يوجبه من الكد فى تحصيل ما لا بد لهم منه لحصول كل ما يريدونه من غير مزاولة عمل اصلا او بان لا يعتريهم ذلك وان باشروا الحركات العنيفة لكمال قوتهم { وما هم منها بمخرجين } ابد الآباد لان تمام النعمة بالخلود.
وفى التأويلات النجمية { لا يمسهم فيها نصب } من الحسد لبعضهم على درجات بعض واهل كل درجة مقيمون فى تلك الدرجة لا خروج لهم منها الى درجة تحتها ولا فوقها وهم راضون بذلك لان غل الحسد منزوع منهم

باك وصافى شو واز جاه طبيعت بدر آى كه صفايى ندهد آب تراب آلوده

وفى الحديث "اول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون آنيتهم فيها الذهب وامشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الالوة ورشحهم المسك لكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض فى قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشيا" رواه البخارى.
قال فى فتح القريب اى يصبحون الله بقدر البكرة والعشى فاوقات الجنة من الايام والساعات تقديرات فان ذلك انما يجيئ من اختلاف الليل والنهار وسير الشمس والقمر وليس فى الجنة من ذلك.
قال القرطبى هذا التسبيح ليس عن تكليف والزام لان الجنة ليست بمحل التكليف وانما هى محل جزاء وانما هو عن تيسير والهام كما قال فى الرواية الاخرى
"يلهمون التسبيح والتحميد والتكبير كما يلهمون النفس" ووجه التشبيه ان نفس الانسان لا بد له منه ولا كلفة عليه ولا مشقة فى فعله وسر ذلك ان قلوبهم قد تنورت بمعرفته وابصارهم قد تمتعت برؤيته وقد غمرتهم سوابغ نعمه وامتلأت افئدتهم بمحبته ومخالته فألسنتهم ملازمة ذكره ورهينة شكره فمن احب شيئا اكثر ذكره