التفاسير

< >
عرض

وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ
٦٦
-الحجر

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقضينا اليه } واوحينا الى لوط مقتضيا مبتوتا { ذلك الامر } مبهم يفسره { ان دابر هؤلاء } المجرمين اى آخرهم { مقطوع } [بريده وبركنده است] اى مهلك يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم احد { مصبحين } حال من هؤلاء اى وقت دخولهم فى الصبح وهو تعين وقت هلاكهم كما قال الله تعالى { { ان موعدهم الصبح } وتلخيصه اوحينا اليه انهم يهلكون جميعا وقت الصبح فكان كذلك.
وفى الآيات اشارات.
الاولى ان لا عبرة بالنسب والقرابة والصحبة بل بالعلم النافع والعمل الصالح ألا ترى ان الله استثى امرأة لوط فجعلها فى الهالكين ولم تنفعها الزوجية بينها وبين لوط كما لم تنفع الابوة والنبوة بين نوح وابنه كنعان ولله در من قال

بابدان يار كشت همسر لوط خاندان نبوتش كم شد

وذلك انها صحبت لوطا صورة لا سيرة وصحبت الكفرة صورة وسيرة فلم تنفعها الصورة

بيش اند ناس صورت ونسناس سيرتان خلقى كه آدم اند بخلق وكرم كم اند

والنسناس حيوان بحرى صورته كصورة الانسان وقيل غير ذلك.
والثانية ان الشك من صفات الكفرة كما ان اليقين من صفات المؤمنين: وفى المثنوى

افت وخيزان ميرود مرغ كمان با يكى بر بر اميد آشيان
جون زطن وارست علمش رونمود شد دوبر آن مرغ برها را كشود

والثالثة ان سالك طريق الحق ينبغى ان لا يلتفت الى شئ سوى الله تعالى لانه المقصد الاقصى والمطلب الاعلى بل يمضى الى حيث امر وهو عالم الحقيقة ألا ترى ان النبى صلى الله عليه وسلم لم يلتفت الى يمينه ويساره ليلة المعراج بل توجه الى مقام قاب قوسين وهو عالم الصفات ثم الى مقام اوادنى وهو عالم الذات ولم يعقه عائق اصلا وهكذا شأن من له علو همة من المهاجرين من بلد الى بلد ومن مقام الى مقام: قال المولى الجامى قدس سره

نشان عشق جه برسى زهر نشان بكسل كه تا اسير نشاتى به بى نشان نرسى

نسأل الله العصمة من الوقوف فى موطن النفس والوصول الى حظيرة القدس والانس