التفاسير

< >
عرض

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
٩
-الحجر

روح البيان في تفسير القرآن

{ انا نحن } لعظم شأننا وعلو جنابنا ونحن ليست بفصل لانها بين اسمين وانما هى مبتدأ كما فى الكواشى { نزلنا الذكر } ذلك الذكر الى انكروه وانكروا نزوله عليك ونسبوك بذلك الى الجنون وعموا منزله حيث بنوا الفعل للمفعول ايماء الى انه امر لا مصدر له وفعل لا فاعل له.
قال الكاشفى [وذكر بمعنى شرف نيزمى آيد يعنى اين كتاب موجب شرف خوانند كانست] يعنى فى الدنيا والآخرة كما قال تعالى
{ { بل اتيناهم بذكرهم } اى بما فيه شرفهم وعزهم وهو الكتاب { وانا له لحافظون } فى كل وقت من كل ما لا يليق به كالطعن فيه والمجادلة فى حقيته والتكذيب له والاستهزاء به والتحريف والتبديل والزيادة والنقصان ونحوها واما الكتب المتقدمة فلما لم يتول حفظها واستحفظها الناس تطرق اليها الخلل.
وفى التبيان او حافظون له من الشياطين من وساوسهم وتخاليطهم: يعنى [شيطان نتواندكه دروجيزى ازباطل بيفزايد يا جيزى از حق كم كند].
قال فى بحر العلوم حفظه الله بالصرفة على معنى ان الناس كانوا قادرين على تحريفه ونقصانه كما حرفوا التوراة والانجيل لكن الله صرفهم عن ذلك او بحفظ العلماء وتصنيفهم الكتب التى صنفوها فى شرح الفاظه ومعانيه ككتب التفسير والقراآت وغير ذلك: وفى المثنوى

مصطفى را وعده كرد الطاف حق كر بميرى تونميرد اين سبق
من كتاب معجزت را رافعم بيش وكم كن را زقرآن مانعم
من ترا اندر دو عالم حافظهم طاعنانرا از حديثت دافعم
كس نتاند بيش وكم كردن درو تو به ازمن حافظى ديكر مجو
رونقت را روز افزون كنم نام توبر زر و بر نقره زنم
منبر ومحراب سازم بهرتو در محبت قهر من شد قهرتو
جاكرانت شهرها كيرند وجاه دين توكيرد زماهى تابماه
تا قيامت باقيش داريم ما تومترس از نسخ دين اى مصطفى

وعن ابى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان الله يبعث لهذه الامة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" ذكره ابن داود فى سننه.
وفيما ذكر اشارة الى ان القرآن العظيم ما دام بين الناس لا يخلو وجه الارض عن المهرة من العلماء والقراء والحفاظ -روى-
"انه يرفع القرآن فى آخر الزمان من المصاحف فيصبح الناس فاذا الورق ابيض يلوح ليس فيه حرف ثم ينسخ القرآن من القلوب فلا يذكر منه كلمة ثم يرجع الناس الى الاشعار والاغانى واخبار الجاهلية" كما فى فصل الخطاب.
فعلى العاقل التمسك بالقرآن وحفظه نظما ومعنى فان النجاة فيه وفى الحديث
"من استظهر القرآن خفف عن والديه العذاب وان كانا مشركين" وفى حديث آخر "اقرأوا القرآن واستظهروه فان الله لا يعذب قلبا وعى القرآن" وفى حديث آخر "لو جعل القرآن فى اهاب ثم القى فى النار ما احترق" اى من جعله الله حافظا للقرآن لا يحترق.
وسئل الفرزدق لم يهجوك جرير بالقيد فقال قال لى ابى يوما تعالى فذهبت اثره حتى جئنا الى بادية فرأينا من بعيد شخصا يجلس تحت شجرة مشغولا بالعبادة فغير ابى اوضاعه فمشى على مسكنة وذلة فلما قرب منه خلع نعليه وسلم بالخضوع والخشوع عليه وهو لم يلتفت اليه ثم تضرع ثانيا فرفع رأسه ورد سلامه ثم خاطبه ابى بالتواضع اليه وقال ان هذا ابنى وله قصائد من نفسه فقال مرة قل لابنك تعلم القرآن واحفظه

در قيامت نرسد شعر بفرياد كسى كه سراسر سخنش حكمت يونان كردد

كما قال مولانا سيف الذين المنارى وكان من كبار العلماء رأيت لبعضهم كلمات فى الدنيا عالية ثم رأيته حال الرحلة عن الدنيا فى غاية الضعف والتشويش وقد ذهب عنه التحقيقات والمعارف فى ذلك الوقت فان الامر الحاصل بالتعمل والتكلف كيف يستقر حال الهرم والامراض وضعف الطبيعة سيما حال مفارقة الروح قال ثم رجعنا من عنده فبكيت فقال ابى لم تبكى يا بنى ونو عينى قلت لم لا ابكى وقد التفت الى شخص وانت من فضلاء الدهر وفصحائه وهو لم يلتفت اليك اصلا قال اسكت هو امير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنه فقلت الآن هو امرنى بحفظ القرآن فقال نعم فعهدت ان احفظه وقيت قدمىّ بالادهم حتى حفظته ثم اطلقت فانظر الى اهتمامه وحفظه.
قيل اشتغل الامام زفررحمه الله فى آخر عمره بتعليم القرآن وتلاوته سنتين ثم مات ورآه بعض شيوخ عصره فى منامه فقال لولا سنتان لهلك زفر.
قال الكاشفى [وكويند ضمير عائد بحضرت رسالت است يعنى نكهبان وييم از مضرت اعدا] كما قال تعالى
{ { والله يعصمك من الناس } }

كر جمله جهانم خصم كردند نترسم جون نكهدارم توباشى
زشادى در همه حالم نكنجم اكريك لحظه غموخوارم توباشى

والاشارة { انا نحن نزلنا الذكر } فى قلوب المؤمنين وهو قول لا اله الا الله نظيره قوله تعالى { { اولئك كتب فى قلوبهم الايمان } وقوله { { هو الذى انزل السكينة فى قلوب المؤمنين } فالمنافق يقول لا اله الا الله ولكن لم ينزل الله فى قلبه ولم يحصل فيه الايمان { وانا له لحافظون } اى فى قلوب المؤمنين ولو لم يحفظ الله الذكر والايمان فى قلوب المؤمن لما قدر المؤمن على حفظه لانه ناس