التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
١٠١
-النحل

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذا بدلنا آية مكان آية } قال سلطال المفسرين ترجمان القرآن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا نزلت عليه آية فيها شدة اخذ الناس بها وعملوا ما شاء الله ان يعملوا فيشق ذلك عليهم فينسخ الله هذه الشدة ويأتيهم بما هو ألين منها واهون عليهم رحمة من الله فيقول لهم كفار قريش ان محمدا يسخر باصحابه يأمرهم اليوم بامر وينهاهم عنه غدا ويأتيهم بما هو اهون عليهم وما هو الا مفتر يقوله من تلقاء نفسه. والمعنى اذا انزلنا آية من القرآن مكان آية منه وجعلناها بدلا منها بان نسخناها { والله اعلم بما ينزل } جملة معترضة بين الشرط وجوابه وهو قالوا لتوبيخ الكفرة على قولهم والتنبيه على فساد سندهم اى اعلم بما ينزل اولا وآخرا من الاحكام والشرائع التى هى مصالح ورب شئ يكون مصلحة فى وقت يكون مفسدة فى وقت آخر فينسخه ويثبت مكانه ما يكون مصلحة لخلقه { قالوا } اى الكفرة { انما انت مفتر } على الله متقول من عند نفسك { بل اكثرهم لا يعلمون } ان الله امر باشياء نظرا لصلاح عباده واقلهم يعلم الحكمة فى النسخ ولكن ينكر عنادا.