التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ وَٱلْسُّوۤءَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٢٧
-النحل

روح البيان في تفسير القرآن

{ ثم يوم القيامة } اى هذا العذاب جزاؤهم فى الدنيا ويوم القيامة { يخزيهم } [رسواى كرداند ايشانرا] اى يذل اولئك المفترين والماكرين الذين من قبلهم جميعا بعذاب الخزى على رؤس الاشهاد واصل الخزى ذل يستحيى منه وثم لتفاوت ما بين الجزاءين { ويقول } لهم تفضيحا وتوبيخا فهو الى آخره بيان للاخزاء { اين شركائى } بزعمكم { الذين كنتم تشاقون } اصله تشاققون اى تخاصمون الانبياء والمؤمنين { فيهم } اى في شأنهم بانهم شركاء احقاء حين بينوا لكم بطلانها. والمراد بالاستفهام استحضارها للشفاعة او المدافعة على طريق الاستهزاء والتبكيت والاستفسار عن مكانهم لا يوجب غيبتهم حقيقة بل يكفى فى ذلك عدم حضورهم بالعنوان الذى كانوا يزعمون انهم متصفون به من عنوان الالهية فليس هناك شركاء ولا اما كنها { قال الذين اوتوا العلم } من اهل الموقف وهم الانبياء والمؤمنون الذين اوتوا علما بدلائل التوحيد وكانوا يدعونهم فى الدنيا الى التوحيد فيجادلونهم ويتكبرون عليهم اى يقولون توبيخا لهم واظهار اللشماته بهم { ان الخزى } اى الفضيحة والذل والهوان وبالفارسية [خوارى ورسوايى]{ اليوم } متعلق بالخزى وايراده للاشعار بانهم كانوا قبل ذلك فى عزة وشقاق { والسوء } اى العذاب { على الكافرين } بالله تعالى وبآياته ورسله وهو قصر للجنس الادعائى كأن ما يكون من الذل وهو العذاب لعصاة المؤمنين لعدم بقائه ليس من ذلك الجنس.