التفاسير

< >
عرض

خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٣
-النحل

روح البيان في تفسير القرآن

{ خلق السموات والارض } اى الاجرام العلوية والآثار السفلية يقال قبل ان يخلق الله الارض كان موضع الارض كله ماء فاجتمع الزبد فى موضع الكعبة فصارت ربوة حمراء كهيئة التل وكان ذلك يوم الاحد ثم ارتفع بخار الماء كهيئة الدخان حتى انتهى الى موضع السماء وما بين السماء والارض مسيرة خمسمائة عام كما بين المشرق والمغرب فجعل الله درة خضرا، فخلق منها السماء فلما كان يوم الاثنين خلق الشمس والقمر والنجوم ثم بسط الارض من تحت الربوة { بالحق } اى بالحكمة والمصلحة لا بالباطل والبعث ونعم ما قيل

انما الكون خيال وهو حق في الحقيقة

ويقال جعل الله الارواح العلوية والاشباح السفلية مظاهر افاعيله فهو الفاعل فيما يظهر على الارواح والاشباح { تعالى } وتقدس. وبالفارسية [برترست خدى تعالى وبزركتر] { عما يشركون } عن شركة ما يشركونه به من الباطل الذى لا يبدئ ولا يعيد فينبغي للسالك ان يوحد الله تعالى ذاتا وصفه وفعلا فان الله تعالى هو الفاعل خلق حجاب الوسائط لا بالوسائط بل بالذات فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وهو ما اريد به وجه الله ولا يشرك بعبادة ربه احدا وقيل للمرائي مشرك

مرايى هركسى معبود سازد مرايى را ازان كفتند مشرك