التفاسير

< >
عرض

لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٦٠
-النحل

روح البيان في تفسير القرآن

{ للذين لا يؤمنون بالآخرة } ممن ذكرت قبائحهم { مثل السوء } صفة السوء الذى هو كالمثل فى القبح وهى الحاجة الى الولد ليقوم مقامهم عند موتهم وايثار الذكور للاستظهار بهم ووأد البنات لدفع العار وخشية الاملاق مع احتياجهم اليهن طلب النكاح المنادى كل ذلك بالعجز والقصور والشح البالغ المنفور { ولله المثل الاعلى } اى الصفة العجيبة الشأن التى هى مثل فى العلو مطلقا وهو الوجوب الذاتى والغنى المطلق والوجود الواسع والنزاهة عن صفات المخلوقين { وهو العزيز } المتفرد بكمال القدرة لا سيما على مؤاخذتهم { الحكيم } الذى يفعل كل ما يفعل بمقتضى الحكمة البالغة ومن حكمته ان خلق الذكور والاناث. فعلى العاقل ان يستسلم لامر الله تعالى وينقاد لحكمه فان كل ظهور انما هو منه تعالى وبارادته والله تعالى اذا اراد شيئًا فليس للعبد أن يريد خلافه فانه لا يكون ابدا: قال الحافظ

بدرد وصاف ترانيست حكم دم دركش كه هرجه ساقئ ما كرد عين الطافست

وفى الشرعة ويزداد فرحا بالبنات مخالفة لاهل الجاهلية وفى الحديث "من بركة المرأة تبكيرها بالبنات" اى يكون اول ولدها بنتا ألم تسمع قوله تعالى { يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور } حين بدأ بالاناث وفى الحديث "من ابتلى من هذه البنات بشئ فاحسن اليهن كن له سترا من النار" والابتلاء هو الامتحان لكن اكثر استعمال الابتلاء فى المحن والبنات قد تعد منها لان غالب هوى الخلق فى الذكور. وفسر بعض شراح المصابيح الاحسان اليهن بالتزويج بالاكفاء لكن الاوجه ان يعمم قال بعض الفقهاء لا يزوج بنته معتزليا فان اختلاف الاعتقاد بين السنى والبدعى كاختلاف الدين وشأن التقوى الاحتراز عن صحبة غير المجالس ومصاهرته

آن يكى را صحبت اخيار يار لا جرم شد بهلوى فجار جار

وقال صلى الله عليه وسلم "سألت الله ان يرزقنى ولدا بلا مؤونة فرزقنى البنات" وقال "لا تكرهوا البنات فانى ابو البنات"
ومن لطائف الروضة سأل الحجاج بعض جلسائه عن ارق الصوت عندهم فقال احدهم ما سمعت صوتا ارق من صوت قارئ حسن الصوت يقرأ كتاب الله فى جوف الليل قال ذلك الحسن وقال آخر ما سمعت صوتا اعجب من ان اترك امرأتى ما خضا واتوجه الى المسجد بكيرا فيأتينى آت فيبشرنى بغلام فقال واحسناه فقال سعبة بن علمة التميمى لا والله ما سمعت قط اعجب الى من ان اكون جائعا فاسمع خفخفة الخوان فقال الحجاج ابيتم يا بنى تميم الا الزاد.

ايها المحبوس فى رهن الطعام سوف تنجو ان تحملت الفطام
جون ملك تسبيح حق راكن غذا تا رهى همجون ملائك از اذى