التفاسير

< >
عرض

فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
٧٤
-النحل

روح البيان في تفسير القرآن

{ فلا تضربوا لله الامثال } اى فلا تشبهوا الله بشئ من خلقه وتشركوا به فان ضرب المثل تشبيه حال بحال وقصة بقصة والله تعالى واحد حقيقى لا شبه له ازلا وابدا

در تصور ذات اورا كنج كو تادر آيد در تصور مثل او

قال فى الارشاد اى لا تشبهوا بشأنه تعالى شأنا من الشؤون واللام مثلها فى قوله تعالى { ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح. وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون } لا مثلها فى قوله تعالى { واضرب لهم مثلا اصحاب القرية } ونظائره { ان الله يعلم } كنه ما تفعلون وعظمه وهو معاقبكم عليه بما يوازيه فى العظم { وانتم لا تعلمون } ذلك ولو علمتموه لما جرأتم عليه فالله تعالى هو العالم بالخطأ والصواب ومن خطأ الانسان عبادته الدنيا والهوى وطلب المقاصد من المخلوقين وجعلهم امثال الله وليس فى الوجود مؤثر الا الله تعالى فهو المقصود ومنه الوصول اليه.
وعن النبى صلى الله عليه وسلم
"ان الله احتجب عن البصائر كما احتجب عن الابصار وان الملأ الاعلى يطلبونه كما تطلبونه انتم" وذلك لان الله تعالى ليس له زمان ولا مكان وان كان الزمان والمكان مملوءين من نوره فاهل السماء والارض فى طلبه سواء. وقال موسى عليه السلام أين اجدك يا رب قال يا موسى اذا قصدت الىّ فقد وصلت الىّ اشار تعالى الى ان القاصد واصل بغير زمان ومكان وانما الكلام فى القصد الوجدانى الجمعى والميل الكلى لان من طلب وجدّ وجد ومن قرع الباب ولجّ ولج والباب هو باب القلب فان منه يدخل المرؤ بيت المعرفة الالهية ثم يصل الى صدر المشاهدة الربانية فيحصل الانس والحضور والذوق والصفاء ويرتفع الهيبة والحيرة والوحشة والغفلة والكدر والجفاء اللهم اجعلنا من الواصلين آمين.