التفاسير

< >
عرض

ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً
٣
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ ذرية } اى يا ذرية { من حملنا مع نوح } فى السفينة او نصب على الاختصاص بتقدير اعنى يقال ذرأ خلق والشئ كثر منه الذرية مثلثة لنسل الثقلين كما فى القاموس. والمراد تأكيد الحمل على التوحيد بتذكير انعامه عليهم فى ضمن انجاء آبائهم من الغرق فى سفينة نوح.
قال فى الكواشى هذا منة على جميع الناس لانهم كلهم من ذرية من انجى فى السفينة من الغرق. والمعنى كانوا مؤمنين فكونوا مثلهم واقتفوا بآثار آبائكم.
قال الكاشفى [مرادسامست كه ابراهيم عليه السلام جد بنى اسرائيل است ازنسل اوبود يعنى نعمت نجات از طوفان كه به بدرشاما ارزانى داشتيم ياد كنيد وشكر كوييد] { انه } اى نوحا عليه السام { كان عبدا شكورا } كثير الشكر فى مجامع حالاته وكان اذا اكل قال الحمد لله الذى اطمعنى ولو شاء اجاعنى واذا شرب قال الحمد لله الذى سقانى ولو شاء اظمأنى واذا اكتسى قال الحمد لله الذى كسانى ولو شاء جردنى واذا تغوط قال الحمدلله الذى اخرج عنى اذاه فى عافية ولو شاء حبسه - روى - انه كان اذا اراد الافطار عرض طعامه على من آمن به فان وجده محتاجا آثره به وفيه ايذان بان انجاء من معه كان ببركة شكره عليه السلام وحث الذرية على الاقتداء به وزجر لهم عن الشرك الذى هو اعظم مراتب الكفران.
وفى التأويلات النجمية { انه كان عبدا شكورا } اى كان نوح عبدا شكورا يرى الضراء نعمة منا كما يرى السراء نعمة منا فيشكرنا فى الحالتين جميعا فلما بالغ فى الشكر سمى شكورا فالله تعالى بالغ فى ازدياد النعمة جزاء لمبالغته فى الشكر حتى انعم على ذرية من حملهم مع نوح وهم بنوا اسرائيل بايتاء التوراة الهادية الى التوحيد المنجية من الشرك.