التفاسير

< >
عرض

وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
٣٥
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ واوفوا بالعهد } سواء جرى بينكم وبين ربكم او بينكم وبين غيركم من الناس والايفاء بالعهد والوفاء به هو القيام بمقتضاه بالمحافظة عليه ولا يكاد يستعمل الا بالباء فرقا بينه وبين الايفاء الحسى كايفاء الكيل والوزن { ان العهد كان مسئولا } مطلوبا يطلب من المعاهد ان لا يضيعه ويفى به فمسؤلا من سألته الشئ او كان مسؤولا عنه على ان يكون من سألته عن الشئ فيكون من باب الحذف والايصال فان جعل الضمير بعد انقلابه مرفوعا مستكنا فى اسم المفعول كقوله تعالى { وذلك يوم مشهود } اى مشهود فيه.
وفى الكواشى او يسأل حقيقة توبيخا لنا كثيه كسؤال الموؤدة لم قتلت توبيخا لقاتلها فيكون تمثيلا اى جعل العهد متمثلا على هيئة من يتوجه السؤال اليه كما تجعل الحسنات اجساما نورانية والسيآت اجساما ظلمانية فتوزن كما فى حواشى سعدى المفتى { وافوا الكيل } اى اتموه ولا تخسروه { اذا كلتم } وقت كيلكم للمشترين وتقييدا لامر بذلك لان التطفيف هناك واما وقت الاكتيال على الناس فلا حاجة الى الامر بالتعديل قال تعالى { اذا اكتالوا على الناس يستوفون } { وزنوا بالقسطاس } وهو القرسطون اى القبان وهو معرب كبان بمعنى الميزان العظيم او هو كل ما يوزن به من موازين العدل صغيرا كان او كبيرا.
قال بعضهم هو معرب رومى ولا يقدح ذلك فى عربية القرآن لانتظام المعربات فى سلك الكلم العربية.
وقال فى بحر العلوم والجمهور على انه عربى مأخوذ من القسط وهو العدل وهو الاصح فان كان من القسط وجعلت العين مكررة فوزنه فعلاس والا فهو رباعى على وزن فعلال { المستقيم } اى العدل السوى ولعل الاكتفاء باستقامته عن الامر بايفاء الوزن لما انه عند استقامته لا يتصور الجور غالبا بخلاف الكيل فان كثير ما يقع التطفيف مع استقامة الآلة كما ان الاكتفاء بايفاء الكيل عن الامر بتعديله لما ان ايفاءه لا يتصور بدون تعديل المكيال وقد امر بتقويمه ايضا فى قوله تعالى
{ اوفوا المكيال والميزان بالقسط } { ذلك } اى ايفاء الكيل والوزن السوى { خير } لكم فى الدنيا اذ هو امانة توجب الرغبة فى معاملته والذكر الجميل { واحسن تأويلا } عاقبة تفعيل من آل اذا رجع والمراد ما يؤول اليه.
اعلم ان رابع الخصال العشر المذمومة الغضب وهى فى قوله تعالى
{ ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق } فان استيلاء الغضب يورث القتل بغير الحق فبدله بالحكم فى قوله { ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا } وفى الحديث "قرب بالخلائق من عرش الرحمن يوم القيامة المؤمن الذى قتل مظلوما رأسه عن يمينه وقاتله عن شماله واوداجه تشخب دما فيقول رب سل هذا لم قتلنى فبم حال بينى وبين صلواتى فيقول الله تعست ويذهب به الى النار"
قال انوشروان اربع قبائح وهى فى اربعة اقبح البخل فى الملوك والكذب فى القضاة والحدة فى العلماء اى شدة الغضب والوقاحة فى النساء وهى قلة الحياة قيل الحلم حجاب الآفات.
وخامسها الاسراف فان الافراط فى كل شئ يورث الاسراف فبدله بالقوام فى قوله
{ فلا يسرف فى القتل انه كان منصورا } وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما "مر رسول الله بسعد وهو يتوضأ فقال ما هذا السرف يا سعد قال أفى الوضوء سرف قال نعم وان كنت على نهر جار"
وسادسها الحرص وهو فى قوله { ولا تقربوا مال اليتيم } فان التصرف فى مال اليتيم من الحرص فبدله بالقناعه فى قوله { إلاّ بالتى هى أحسن } قيل لحكيم ما بال الشيخ أحرص على الدنيا من الشاب قال لانه ذاق من طعم الدنيا ما لم يذقه الشاب: قال الصائب

ريشه نخل كهن سال ازجوان افزونترست بيشتر دلبستكى باشد بدينار بير را

وعن الثورىرحمه الله من باع الحرص بالقناعة فقد ظفر بالغنى.
وسابعها نقض العهد فبدله بالوفاء به بقوله
{ واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا } [سلمى آورده كه خدا يرا عهد هست برجوارح آدمى بملازمت آداب وبر نفس او باداء فرائض وبردل او بخوف وخشيت وبرجان او بآنكه از مقام قرب دور نشود وبر سر او بآنكه مشاهده ما سوى نكند وازهر عهدى خواهند برسيد]

تاكسى از عهده آن عهد جون برون

ولا شك ان اخوان الزمان ليس وفاء لا بحقوق الله تعالى ولا بحقوق الناس: حافظ

وفا مجوى زكس ورخسن نمى شنوى بهره ز طالب سيمرغ وكيميا ميباش

وثامنها الخيانة فبدلها بالامانة بقوله { واوفوا الكيل اذا كلتم } الآية.
واختضر رجل فاذا هو يقول جبلين من نار جبلين من نار فسئل اهله عن عمله فقالوا كان له مكيالان يكيل باحدهما ويكتال بالآخر.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما اتى رسول الله التجار فقال
"يا معشر التجار ان الله باعثكم يوم القيامة فجارا الا من صدق ووصل وادى الامانة" وفى نوابغ الكلم الامين آمن والخائن خائن وهو من الحين بمعنى الهلاك ولله در القائل

امين مجوى ومكو باكسى امانت عشق درين زمانه مكر جبرائيل امين باشد