التفاسير

< >
عرض

كُلُّ ذٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً
٣٨
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ كل ذلك } اشارة الى ما ذكر من الخصال الخمس والعشرين من قوله تعالى { لا تجعل مع الله الها آخر } هو نهى عن اعقتاد ان مع الله الها آخر وهو اولاها والثانية والثالثة قوله { وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه } فهو امر بعبادة الله ونهى عن عبادة غيره والبواقى ظاهرة بعد الاوامر والنواهى { كان سيئه } يعنى المنهى عنه وهو اربع عشرة خصلة فان المأمور به حسن وهو احدى عشرة ثلاث مستترة وثمان ظاهرة كما فى بحر العلوم { عند ربك مكروها } المراد به المبغوض المقابل للمرضى لا ما يقابل المراد لقيام القاطع على ان الحوادث كلها واقعة بارادته تعالى. فاندفع تمسك المعتزلة بالآية على مذهبهم فى ان القبائح لا تتعلق بها الارادة والا لاجتمع الضدان الارداة والكراهة ووصف ذلك بمتعلق الكراهة مع ان البعض من الكبائر للايذان بان مجرد الكراهة عنده تعالى كافية فى جوب الانتهاء عن ذلك ولذا كان المكروه عند اهل التقوى كالحرام فى لزوم الاحتراز ومن لم يعرفه تعدى الى دائرة الاباحية فتدبر وتحفظ وتأدب.