التفاسير

< >
عرض

قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً
٤٢
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل } فى اظهار بطلان ذلك من جهة اخرى { لو كان معه } تعالى { آلهة كما يقولون } اى المشركون قاطبة والكاف فى محل النصب على اانها وقعت صفة لمصدر محذوف اى كونا مشابها لما يقولون والمراد بالمشابهة الموافقة والمطابقة { اذا }[آنكاه] { لابتغوا } اى طلبت تلك الآلهة { الى ذى العرش } [بسوى خداوند عرش] اى الى من له الملك والربوبية على الاطلاق { سبيلا } بالمغالبة والممانعة اى ليغالبوه ويقهروه ويدفعوا عن انفسهم العيب والعجز كما هو ديدن الملوك بعضهم مع بعض يشير الى ان الآلهة لا يخلوا امرهم من انهم كانوا اكبر منه او كانوا امثاله او كانوا ادون منه فان كانوا اكبر منه طلبوا طريقا الى ازعاج صاحب العرش ونزع الملك قهرا وغلبة ليكون لهم الملك لا له كما هو المعتاد من الملوك.
فالآية اشارة الى برهان التمانع على تصويرها قياسا استثنائيا استثنى فيه نقيض التالى وان كانوا امثاله لم يرضوا بان يكون الملك واحد مثلهم وهم جماعة معزولون عن الملك فايضا نازعوه فى الملك وان كانوا ادون منه فالناقص لا يصلح للالهية اذا لا بتغوا الى ذى العرش الكامل فى الالهية سبيلا للخدمة والعبودية والقربة فالآية اشارة الى قياس اقترانى تصويره لو فرض معه آلهة لتقربوا اليه بالطاعة وكل من تقربوا اليه بها لا تكونون آلهة فما فرض آلهة لا يكون آلهة فلو مستعمل لمجرد الشرط لا للامتناع والمراد بالالهة ما هو من اولى العلم كعيسى وعزير والملائكة كذا فى التأويلات النجمية مع مزج من حواشى سعدى المفتى.