التفاسير

< >
عرض

ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً
٤٨
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ انظر كيف ضربوا لك الامثال } اى مثلوك بالشاعر والساحر والمجنون.
قال الكاشفى [بزدند برى تومثلها وترا توصيف كردند بمجنون وساحر وكاهن وشاعر] { فضلوا } فى جميع ذلك عن منهاج المحاجة { فلا يستطيعون سبيلا } الى طعن يمكن ان يقبله احد فيتهافتون ويخطون كالمتحير فى امر لا يدرى ما يصنع ويأتون بما لا يرتاب فى بطلانه احد او فضلوا عن الحق والرشاد فلا يستطيعون سبيلا اليه لانهم بالغوا فى الضلالة والانكار وكانوا مستمعين بالهوى فيستمعون الاساطير والسحر والشعر ولو استعموا بالله لاستمعوا كلام الله وصفاته ولانحراف مزاجهم وحصول المرض فى قلوبهم كانوا يتنفرون عند استماع ذكر الواحد الاحد بالوحدانية والواحدة ولا يجدون حلاوة التوحد بل يجدون منه المرارة لسوء المزاج. ومن هذا القبيل اكباب اهل الهوى فى كل عصر على استماع القصص والاساطير معرضين عن كلام الله الملك العلى الكبير بل واكثرهم لا يريد الا المحادثة الدنيوية والمذاكرة العرفية والتعدى الى اعراض الناس والاتباع الى ما يوسوس به الوسواس الخناس والقدح فى شان اهل الحق الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
وقد ورد فى التوراة انه تعالى قال. يا عبدى أما تستحيى منى اذا يأتيك كتاب من بعض اخوانك وانت فى الطريق تمشى فتعدل عن الطريق وتقعد لأجله وتقرأه وتتدبره حرفا حرفا حتى لا يفوتك منه شئ وهذا كتابى انزلته اليك انظره كم فصلت لك فيه من القول وكم كررت فيه عليك لتتأمل طوله وعرضه ثم انت معرض عنه أو كنت اهون عليك من بعض اخوانك. يا عبدى يقعد اليك بعض اخوانك فتقبل عليه بكل وجهك وتصغى الى حديثه بكل قلبك فان تكلم متكلم او شغلك شاغل فى حديثه او مأت اليه ان كف وها انا اذن مقبل عليك ومحدث لك وانت معرض بقلبك عنى أفجعلتنى اهون عندك من بعض اخوانك كذا فى الاحياء
هركه تعظيم حق كند دائم شود از دل بامراو قائم