التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ٱلدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً
٥
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاذا جاء }[بس جون بيايد] { وعد اولهما } اى اولى كرتى افساد اى حان وقت حلول العقاب الموعود { بعثنا عليكم } لمؤاخذتكم بجناياتكم { عبادا لنا } اكثر ما يقال عباد الله وعبيد الناس.
قال الكاشفى [اضافت خلق است نه اضافت مدح جه مراد بخت نصراست بقول اصح].
يقول الفقير المراد من الاضافة بيان كونهم مظاهر الاسم المذل المنتقم القهار كما يفيده مقام العظمة لا التشريف فان الكافر ليس من اهل { اولى بأس شديد } كقولهم ظل ظليل لان البأس يتضمن الشدة اى ذوى قوة وبطش فى الحروب [دمياطى كفت كه مهيب باشد آوازهاى ايشان جون رعد] وهم بخت نصر من مجوس بابل وهم بضم الباء اصله بوخت بمعنى ابن ونصر بفتح النون والصاد المشددة والراء المهملة اسم صنم وجد عنده بخت نصر ولم يعرف له اب ينسب اليه.
وقال بعضهم كان بخت نصر عاملا على العراق لملك الاقاليم فى ذلك الحين لهراست بن اجواد كان لهراست مشتغلا يقتال الترك فوجه بخت نصر الى بنى اسرائيل فى المرة الاولى { فجاسوا } من الجوس وهو التردد خلال الدور والبيوت فى الغارة اى ترددوا لطلبكم بالفساد { خلال الديار } قال فى القاموس الخلل منفرج ما بين الشيئين ومن السحاب مخارج الماء كخلاله وخلال الدار ايضا ما حوالى جدرها وما بين بيوتها انتهى.
قالوا يجوز ان يكون مفردا بمعنى الوسط او جمع خلل بمعنى الاوساط مثل جبل وجبال والديار جمع دار وهو المحل يجمع البناء والعرضة. والمعنى مشوا فى وسط المنازل او فى اوساطها للقتل والاسر والغارة فقتلوا علماءهم وكبارهم وحرقوا التوراة وخربوا المسجد وسبوا منهم سبعين الفا وذلك من قبيل تولية بعض الظالمين بعضا مما جرت به السنة الالهية { وكان } وعد عقابهم { وعدا مفعولا } وعدا لا بد ان يفعل.