التفاسير

< >
عرض

أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً
٥١
-الإسراء

روح البيان في تفسير القرآن

{ او خلقا مما يكبر فى صدوركم } يعظم عندكم من قبول الحياة لكونه ابعد شئ منها فانكم مبعوثون ومعادون لا محالة اى فان قدرته تعالى لا تقصر عن احيائكم لاشتراك الاجسام فى قبول الاعراض فكيف اذا كنتم عظاما مرفوته وقد كانت غضة موصوفة بالحياة قبل والشئ اقبل لما عهد فيه مما لم يعهد والامر وارد على التمثيل يعنى فى المثل [كرديد بتن خود سنك يا آهن] كما فى تفسير الكاشفى.
وقال فى الكواشى هو امر تعجيز وتوبيخ لا امر الزام.
وقال فى بحر العلوم ليس الامر ههنا على حقيقته بل على المجاز لان المقصود اهانتهم وقلة المبالاة بهم لا طلب كونه حجارة او حديدا لعدم قدرتهم على ذلك وما يكبر فى صدورهم السموات والجبال والجمهور على انه الموت اذ ليس فى النفس شئ اكبر من الموت اى لو كنتم الموت بعينه لأميتكم ولأبعثكم { فسيقولون }[بس زود باشدكه كويند] { من } [كيست كه] { يعيدنا } يبعثنا بعد الموت. يعنى [زنده سازد مارا بس ازمرك] وقد نسوا مبدئهم فلزمهم نسيان معيدهم { قل الذى فطركم } اى يعيدكم القادر العظيم الذى اخترعكم وانشأكم { اول مرة } من غير مثال وكنتم ترابا ما شم رائحة الحياة فهو المبدئ والمعيد.
يعنى [بس آنكه خاك را تواند جان داد در بدايت هم خاك را زنده تواند ساخت درنهايت] { فيسنغضون اليك رؤسهم } انغض حرك اى سيحرّ كونها نحوك تعجبا وانكارا { ويقولون } استهزاء { متى هو } اى ما ذكرت من الاعادة فهو سؤال عن وقت البعث بعد تعيين الباعث { قل } لهم { عسى ان يكون } ذلك { قريبا } فان كل آت قريب او لانه مضى اكثر الزمان وبقى اقله.
قال فى بحر العلوم اى هو قريب لان عسى فى الاصل للطمع والاشفاق من الله تعالى واجب يعنى انه قرب وقته فقد قرب ما يكون فيه من الحساب والعقاب.