التفاسير

< >
عرض

وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً
١٠٠
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ وعرضنا } يقال عرض الشئ له اظهره اى اظهرنا { جهنم } معرب والاصل [جه نم] كذا قال البعض { يومئذ } يوم اذ جمعنا الخلائق كافة { للكافرين } منهم حيث جعلناها بحيث يرونها ويسمعون لها تغيظا وزفيرا { عرضا } هائلا لا يعرف كنهه وفى الحديث "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها" اى يؤتى بها "يوم القيامة من المكان الذى خلقها الله فيه فتوضع بارض حتى لا يبقى طريق للجنة الا الصراط" وهذه الازّمة تمنعها عن الخروج على اهل المحشر الا من شاء الله كذا فى شرح المشارق لابن ملك وتخصيص العرض بالكافرين مع انها بمرأى من اهل الجمع قاطبة لان ذلك لاجلهم خاصة وهذا العرض يجرى مجرى العقاب لهم من اول الامر لما يتداخلهم من الغم العظيم.
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان جهنم لو كانت معروضة على ارواح الكافرين قبل يوم القيامة كما كانت معروضة على ارواح المؤمنين لآمنوا بها كما آمن المؤمنون بها اذ لم تكن اعينهم فى غطاء عن ذكر الله وكانوا يستطيعون سمعا لكلام الله تعالى لان آذان قلوبهم مفتوحة.