التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً
١٠٦
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ ذلك } اى الامر ذلك وقوله تعالى { جزاؤهم جهنم } جملة مبينة له { بما كفرا واتخذوا آياتى ورسلى هزوا } يعنى بسبب كفرهم وانكاهم لما يجب ايمانهم واقرارهم به واتخاذهم القرآن وغيره من الكتب الالهية ورسل الله وانبياءه سخرية واستهزاء من قبيل الوصف بالمصدر للمبالغة يعنى انهم بالغوا فى الاستهزاء بآيات الله ورسله فكأنهم جعلوها واياهم عين الاستهزاء او المعنى مهزوا بهما او مكان هزء.
واعلم ان العلماء ورثة الانبياء وعلومهم مستنبطة من علومهم فكما ان العلماء العاملين ورثة الانبياء والمرسلين فى علومهم واعمالهم كذلك المستهزؤون بهم ورثة ابى جهل وعقبة ونحوهما فى استهزاؤهم وضلالهم.
"ومن استهزاء ابى جهل بالنبى صلى الله عليه وسلم انه كان يخلج بانفه وفمه خلف رسول الله يسخر به فاطلع عليه عليه السلام يوما فقال كن كذلك فكان كذلك الى ان ما" ت. ومن استهزاء عقبة به عليه السلام انه بصق يوما فى وجه النبى صلى الله عليه وسلم فعاد بصاقه على وجهه وصار برصا وفى حقه نزل { ويوم يعض الظالم على يديه } اى فى النار يأكل احدى يديه الى المرفق ثم يأكل الاخرى فتنبت الاولى فيأكلها وهكذا كذا فى انسان العيون وفى الحديث "ان المستهزئين بالناس يفتح لاحدهم باب من الجنة فيقال هلم هلم فيجيئ بكربه وغمه فاذا جاء اغلق دونه فما يزال كذلك حتى ان الرجل ليفتح له الباب فيقال هلم هلم فما يأتي" كما فى الطريقة اللهم اجعلنا من اهل الجد لا من اهل الهزل ووفقنا للعمل بما فى القرآن الجزل.