التفاسير

< >
عرض

وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱليَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلوَصِيدِ لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً
١٨
-الكهف

روح البيان في تفسير القرآن

{ وتحسبهم } تظنهم والخطاب فيه كما فى ترى { ايقاظا } متنبهين جمع يقظ يفتح القاف وكسرها وهو اليقظان ومجار الحسبان انفتاح عيونهم على هيئة الناظر { وهم رقود } نيام جمع راقد مثل بكيا وجثيا فى سورة مريم جمع باك وجاث والاصل بكوى وجثوى على وزن رقود { در كشف الاسرار آورده كه اين حال نمو دار كار جوانمردان طريقتست جون بظواهر ايشان درنكرى بينى كه جلوه كراند در ميدان اعمال وجون سرائر ايشان دريابى بينى كه ازهمه فارغند در بوستان لطف ذو الجلال بباطن مست وبظاهر هشيار بمعنى بيكار وبصورت دركار }

ظاهرى بااين وآن درساخته باطنى از جمله وابرد اخته

{ ونقلبهم } فى رقدتهم بايدى الملائكة { ذات اليمين } نصب على الظرفية اى جهة تلى ايمانهم { وذات الشمال } اى جهة تلى شمائلهم كيلا تأكل الارض ما يليها من ابدانهم على طول الزمان قال ابو هريرة رضى الله عنه كانت لهم تقلبتان فى السنة.
وقال ابن عباس رضى الله عنهما تقلبة واحدة من جانب الى جانب لئلا تأكل الارض لحومهم وذلك فى يوم عاشوراء وتعجب منه الامام وقال ان الله قادر على حفظهم من غير تقليب واجاب عنه سعدى المفتى بقوله لا ريب فى قدرة الله ولكن تعالى جعل لكل شئ سببا فى اغلب الاحوال انتهى.
قال بعض الكبار الميل الى اليمن عند النفى حين التلفظ بكلمة الشهادة والى اليسار عند الاثبات مأخوذ من هذه الآية الشريفة.
قال فى التأويلات النجمية فيه اشارة لطيفة وهى ان المريد الذى يربيه الله بلا واسطة المشايخ يحتاج الى ان يكون كالميت بين يدى الغسال مسلما نفسه بالكلية اليه مدة ثلاثمائة سنة وتسع سنين حتى تبلغ مبلغ الرجال والمريد الذى يربيه الله بواسطة المشايخ لعله يبلغ مبلغ الرجال البالغين بخلوة اربعين يوما او خلوتين او خلوات معدودة وذلك ان هؤلاء خلفاء الله بواسطة المشايخ وصورة لطفه كما ان الاشجار فى الجبال تربى بلا واسطة فلا تثمر كما تثمر الاشجار فى البساتين بواسطة الدهاقين وتربيتهم

زمن اى دوست اين يك بندبيذير برو فتراك صاحب دولتى كير
كه قطره تا صدف را درنيايد نكردد كوهر وروشن نتابد

{ وكلبهم } هو كلب راع قد تبعهم على دينهم واسمه قطمير { باسط ذراعيه } حكاية حال ماضية ولذلك اعمل اسم الفاعل وعند الكسائى وهشام وابى جعفر من البصريين يجوز اعماله مطلقا والذراع من المرفق الى رأس الاصبع الوسطى { بالوصيد } اى بموضع الباب من الكهف.
قال فى القاموس الوصيد الفناء والعتبة انتهى.
قال السدى الكهف لا يكون له عتبة ولا باب وانما اراد ان الكلب منه موضع العتبة من البيت - روى - انه يدخل الجنة مع المؤمنين على ما قال مقاتل عشرة من الحيونات تدخل الجنة ناقة صالح وعجل ابراهيم وكبش اسماعيل وبقرة موسى وحوت يونس وحمار عزير ونملة سليمان وهدهد بلقيس وكلب اصحاب الكهف وناقة محمد صلى الله عليه وسلم فكلهم يصيرون على صورة كبش ويدخلون الجنة ذكره فى مشكاة الانوار: قال الشيخ سعدى قدس سره.

سك اصحاب كهف روزى جند بى نيكان كرفت ومردم شد

يعنى [بامردمان داخل جنت شد درصورت كبش. ودر تفسير امام ثعلبى مذكوراست كه هركه درشبانروز برحضرت نوح عليه السلام درود فرستد از كزدم ضررى بوى نرسد وهركه اين كلمات { وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد } نوشته باخود دارد از سك متضرر نكردد].
قال فى حياة الحيوان اكثر اهل التفسير على ان كلب اهل الكهف كان من جنس الكلاب - روى - عن ابن جريج انه قال كان اسدا ويسمى الاسد كلبا لان النبى عليه الرسلام دعا على عتبه بن ابى لهب ان يسلط الله عليه كلبا من كلابه فاكله الاسد والكلب نوعان اهلى وسلوقى نسبة الى سلوق وهى مدينة باليمن ينسب اليها الكلاب السلوقية فانه يكون فيها كلاب طوال يصيدون بها.
ومن بلاغات الزمخشرى السوقية والكلاب السلوقية سواء يعنى ان السوقية لما فيهم من سوء الخلق ورداءة المعاملة والكلاب السلوقية متساويتان وكلا النوعين فى الطبع سواء وفى طبعه الاحتلام وتحيض اناثه.
قال ابن عباس رضى الله عنهما كلب امين خير من صاحب خوان.
وكان للحارث بن صعصعة ندماء لا يفارقهم وكان شديد المحبة لهم فخرج فى بعض منزهاته ومعه ندماؤه فتخلف منهم واحد فدخل على زوجته فأكلا وشربا ثم اضطجعا فوثب الكلب عليهما فقتلهما فلما رجع الحارث الى منزله فوجدهما قتيلين عرف الامر فانشد يقول

وما زال يرعى ذمتى ويحوطنى ويحفظ عرسى والخليل يخون
فيا عجبا للخل تحليل حرمتى ويا عجبا للكلب كيف يصون

وفى عجائب المخلوقات ان شخصا قتل شخصا باصفهان والقاه فى بئر وللمتقول كلب يرى ذلك فكان يأتى كل يوم الى رأس البئر وينحى التراب عنها ويشير واذا رأى القاتل نبح عليه فلما تكرر منه ذلك حفروا الموضع فوجدوا القتيل ثم اخذوا الرجل فاقر فقتل به قال المولى الجامى فى ذم ابناء الزمان

در لباس دوستى سازند كار دشمنى حسب الامكان واجبست ازكيد ايشان اجتناب
شكل ايشان شكل انسان فعل شان فعل سباع هم ذئاب فى ثياب او ثياب فى ذئاب

وعن الحسن البصرىرحمه الله قال فى الكلب عشر خصال ينبغى لكل مؤمن ان تكون فيه الاولى ان يكون جائعا فانه من دأب الصالحين. والثانية ان لا يكون له مكان معروف وذلك من علامات المتوكلين. والثالثة ان لا ينام من الليل الا قليلا وذلك من علامات المحبين. والرابعة اذا مات لا يكون له ميراث وذلك من صفات المتزهدين. والخامسة انه لا يترك صاحبه وان ضربه وجفاه وذلك من علامات المريدين الصادقين. والسادسة انه يرضى من الارض بادنى الاماكن وذلك من علامات المتواضعين. والسابعة اذا تغلب على مكانه تركه وانصرف الى غيره وهذه من علامات الراضين. والثامنة اذا ضرب وطرد وجفى عليه وطرح له كسرة اجاب ولم يحقد على ما مضى وذلك من علامات الخاشعين. والتاسعة اذا حضر الاكل جلس بعيدا ينظر وهذه من خصال المساكين. والعاشرة انه اذا رحل من مكان لا يلتفت اليه وهذه من علامات المخزونين كذا فى روض الرياحين للامام اليافعىرحمه الله { لو اطلعت عليهم } اى لو عاينتهم وشاهدتهم واصل الاطلاع الاشراف على الشئ بالمعاينة والمشاهدة { لوليت منهم } اى هربت { فرارا } نصب على المصدرية من معنى ما قبله اذا التولية والفرار من واحد اى وليت تولية او فررت فرارا { ولملئت } [وهر آينه بر كرده شوى } { منهم رعبا } خوفا يملأ الصدر ويرعبه وهوا ما مفعول ثان او تمييز وذلك لما البسهم الله من الهيبة والهيئة كانت اعينهم مفتحة كالمستيقظ الذى يريد ان يتكلم. قال الكاشفى [مراد آنست كه كسى را طاقت ديدن ايشان نيست بجهت آنكه جشماهاى ايشان كشاده است ومويها وناخونهاى ايشان دراز شده وايشان درمكان مظلم وموحش اند] وعن معاوية رضى الله عنه انه غزا الروم فمر بالكهف فقال لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا اليهم فقال له ابن عباس رضى الله عنهما ليس لك ذلك وقد منع الله من هو خير منك فقال { لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا } فقال معاوية لا انتهى حتى اعلم علمهم فبعث ناسا وقال لهم اذهبوا فانظروا ففعلوا فلما دخلوا الكهف جاءت ريح فاحرقتهم وقيل فاخرجتهم.
فان قيل من اين يفهم المنع من الآية. قلنا من حيث دلالتها على انهم لما البسهم الله تعالى من الهيبة لا يستطيع احد ان ينظر اليهم نظر الاستقصاء وهذا الذى طلبه معاوية ولم يسمع لانه ظن ان هذا المعنى وهو امتناع الاطلاع عليه مختص بذلك الزمان الذى قبل بعثهم والاعثار عليهم وبناء المسجد فوقهم. واما ابن عباس رضى الله عنهما فقد علم ان ذلك عام فى جميع الازمان كذا فى حواشى سعدى المفتى.
يقول الفقير لا شك ان عبارة الخطاب فى لو اطلعت وما يليه لحضرة الرسالة واشارته لكل من يصلح له من امته فمعاوية داخل تحت اشارة هذا الخطاب فيكون التفتيش عنهم اذا ضائعا لا طائل تحته وذلك لان مطالعة ما خرج عن حد اشكاله من الامور العجيبة الخارقة لا تتيسر لكل نظر ألا ترى انه عليه السلام مع غلبة الملكية عليه لما رأى جبرائيل على صورته العجيبة وقد سد باجنحته ما بين المشرق والمغرب خر مغشيا عليه مع ان فى النظر اليهم ابتذالا لهم بالنسبة الى من ليس من اهله وقد جرت عادة الله تعالى على ستر المعانى فى الدنيا والصور فى البرزخ الذى هو مقدمة عالم الآخرة فكما لا يشاهد الروح وهو فى البرزخ لكون حسن الرائى حجابا مانعا كذلك الجسد الطاهر المقدس لكونه متصلا بمقام الروح ولذا لا تأكله الارض فافهم - حكى - ان صوفيا رأى وليا من اولياء الله تعالى راكبا لاسد وبيده حية بدل السوط فلما شاهده هلك من هيبة المقام

خام را طاقة بروانه بر سوخته نيست